MENU

Fun & Interesting

خطبة الجمعة رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا

Video Not Working? Fix It Now

أولا صلو على رسول الله صلى الله عليه وسلم شكراً على المشاهدة الحمد لله الذي جعل السماحة واللين من خصال المؤمنين، وأثنى على عباده الذين يتصفون بالرحمة والكرم والتسامح، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم، القائل: **"رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى"**، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله عز وجل، فهي خير الزاد ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: **"رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى"**، فما أعظم هذه الكلمات! وما أبلغها في وصف من أراد الله أن يرحمه ويجعل له نصيبًا من رحمته الواسعة. ### أولًا: مفهوم السماحة السماحة تعني اللين واليسر في المعاملات، وهي خصلة عظيمة من خصال الإسلام التي دعا إليها في كل جوانب الحياة. فالسماحة تظهر في البيع والشراء، في التعامل مع الناس، في العلاقات الاجتماعية، وحتى في العفو عن الزلات. وقد جاءت هذه الصفة لتكون سببًا من أسباب الرحمة الإلهية، فالله عز وجل يحب أن يرى عباده يتحلون بالرفق والتسامح. ### ثانيًا: السماحة في البيع والشراء الإسلام دين يُسرٍ، والبيع والشراء جزء أساسي من حياة الناس. جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليعلمنا كيف نكون سمحاء في هذه الأمور المادية. السماحة في البيع تعني أن يكون التاجر مرنًا في معاملاته، فلا يغالي في الأسعار، ولا يستغل حاجة الناس. وفي الشراء، أن يكون المشتري كذلك رحيمًا، فلا يشدد في المساومة ولا يعكر صفو البائع. كل هذا ليبقى التعاون والمحبة بين الناس. ### ثالثًا: السماحة في الاقتضاء والاقتضاء هو طلب الدين أو الحق، فحتى في هذه اللحظات التي قد يكون فيها الإنسان في موقف القوة، يجب أن يكون سمحًا ولينًا. الإسلام يحثنا على التسهيل على الآخرين في رد الحقوق، ويحثنا أيضًا على الصبر والرفق عند المطالبة بحقوقنا. ### رابعًا: أثر السماحة في المجتمع إذا انتشرت السماحة بين الناس، ساد بينهم الحب والتعاون، وتقلصت المشاحنات والخصومات. السماحة ليست فقط في الأمور المالية، بل في كل جوانب الحياة. فهي تظهر في تعاملاتنا مع الأهل، الجيران، الأصدقاء، وحتى مع من اختلف معنا في الرأي. قال الله تعالى في كتابه الكريم: **"وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى"** [البقرة: 237]، فالعفو والتسامح هو السبيل إلى بناء مجتمع متماسك، يعيش فيه الجميع بسلام ووئام. ### ختامًا: أيها الإخوة، فلنحرص جميعًا على التحلي بالسماحة في معاملاتنا اليومية. ليكن هذا الخلق جزءًا من حياتنا، لأن فيه الخير الكثير في الدنيا والآخرة. ولنتذكر أن السماحة ليست ضعفًا، بل هي قوة وجمال في التعامل، وهي وسيلة لنيل رحمة الله ومغفرته. نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهل السماحة واللين، وأن يرحمنا ويرزقنا من فضله. اللهم اجعلنا ممن يتحلون بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، ووفقنا إلى ما تحب وترضى. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

Comment