الآباء السواح † عظه للبابا شنوده الثالث † من محاضرات خدام مدارس الاحد † 1993
م آباءنا الذين بلغوا أسمي رتب الرهبنة ، ماتوا عن العالم وصار الرب يسوع هو كل شيء لهم وقد قال عنهم الرسول بولس : " طافوا في جلود غنم وجلود معزي معتازين مكروبين مذلين وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض " . (عبرانين11 :37 _38).
والسواح كما نقرأ سيرهم هم رهبان تدرجوا في الوحدة حتي سكنوا في البرية الجوانية في أماكن لا يعرفها أحد ،
وهم بشر مثلنا يأكلون ويشربون لكنهم نساك متوحدين في البرية .
إن السائح يكون فكره سابحاً في الروحيات وعقله ملتصقاً بالرب يسوع كل حين بل ويغيب عن عالم الحس ويشخص بروحه إلي السماء كما يذكر لنا بولس الرسول : " أنه أختطف إلي الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها " . (2كو12 :4 ) .
إن الآباء السواح من أجل إلتصاق عقلهم بالرب يسوع ينسون إطعام جسدهم إلي أيام لشبعهم الروحي . كما قال داود النبي : " بأسمك أرفع يدي كما من شحم ودسم تشبع نفسي وبشفتي الإبتهاج يسبحك فمي ". (مز36 :4).
وعندما يري الله ثباتهم في محبته فأنه يرسل ملائكته لتخدمهم فيمشون ولا يتعبون ويجعل أعشاب البرية المٌرة ذات مذاق حلو في أفواهم ، يرفعون أيديهم بالصلاة فيسمع الرب لهم ولأجلهم يرفع عن العالم الحروب والمجاعات . ومازال حتي الآن يوجد سواح وإلي كل جيل حتي يوم الساعة .
هم بـشـر ما زالوا في الجسد, ولكنهم من كثرة التقشف والصوم والصلاة الدائمة والعبادة النقية على مر سنين كثيرة, قد نالوا مواهب روحية خارقة من المراحم الإلهية , تمكنهم (حسبما يريد الله) من الإنتقال بالروح إلى أي مكان بطرفة عين, ومن الدخول إلى الأماكن المغلقة مثل الكنائس الأثرية القديمة للتمتع بصلاة القداس ,
ومن إحتمال الجوع والعطش, ومن معرفة الأفكار التي تدور في ذهن من يقابلونهم, ومن شفاء الأمراض, ومن معرفة بعض الأمور المستقبلية, والحيوانات المتوحشة لا تجرؤ على مهاجمتهم بل تستأنس بهم. كل هذه المواهب ليست مطلقة بل خاضعة لإرادة الله.
لا ينتمي السواح لدير أو مكان جغرافي معين, بل يسعون في البراري القاحلة في مجموعات تتشارك في محبة الله وعبادته. حاجز اللغة لا يقف عائقا أمامهم, فهم من كل أنحاء العالم, يجمعهم إيمان أرثوذكسي صحيح
السواح في الكنيسة يمثلون طغمة رهبانية هي من أعمق درجات الرهبنة زهداً و لكنها مع ذلك أقلها شهرة لأن هؤلاء الملائكة ـ السواح ـ كما زهدوا كل شئ زهدوا الشهرة أيضاً
كان الواحد منهم يعيش خمسون أو ستون عاماً أو يزيد لا يرى وجه إنسان عاشوا تائهين في البراري و القفار لا يعرف أحد أين هم و بما لا يعرفون هم أيضاً أين يوجدون
و كما نقرأ في سيرهم أنهم رهبان تدرجوا في الوحدة حتى سكنوا في البرية الجوانية في أماكن لا يعرفها أحد و لا يسكنها بشر! بحيث مرت عليهم السنوات و لم يروا فيها وجه إنسان و ربما انتقل بعضهم من عالمنا دون أن نعرفهم
و لكن الله شاء أن يرسل بعض الآباء القديسين إلي هؤلاء السواح في موعد وفاتهم لكي يدفنوهم و يعرفوا سيرتهم و يسجلوها لنا
هؤلاء الآباء الذين كتبوا سير السواح لم يكونوا سواحاً علي الرغم من أنهم ساحوا في الجبال إلي أن قابلوا السواح و لم يحيوا حياتها و إن كانوا قد اشتهوها
و تعددت مواهب هؤلاء السواح و كانت لهم قدرات روحية و جسدية فائقة من حيث الجوع و العطش و احتمال الآلام و كذلك الاختطاف بالروح من مكان إلي أخر.
Our Facebook page http://www.facebook.com/copticmix
Our Twitter page http://twitter.com/Coptic_Mix
Our Youtube Channel http://www.youtube.com/copticmix