تحرير سوريا وعودة الشرع | مقال للدكتور محمد الصغير من مجلة أنصار النبي ﷺ
تتابع الأحزان والتعايش مع الطغيان أفقد الكثيرين القدرة على الفرح، حتى صار دارجاً في أعرافنا أن نقول بعد المواقف السارة أو كثرة الضحك: "خير اللهم اجعله خير"! تأكيداً على التوجس من الفرح، أو انتظاراً لما سيعقبه من الحزن المحتمل، والبعض ينكر لحظة الفرح بالكلية ويردها إلى الأحلام المنامية فيقول: "دا حلم ولا علم"؟
والحقيقة ما زال العلم حائراً في تفكيك هذه الظاهرة ومعرفة بواعثها اللا إرادية، وإذا كان هذا في الحالات الخاصة، فإنه في الشأن العام أوضح، وبواعث القلق فيه أكبر، وأصدق مثال على هذا ما حدث في انتصار ثورة سوريا، وفتح الشام خلال عشرة أيام، فبدلاً من الفرح بالنصر والتحرير، دخلنا في دوامة كيف تم ذلك في وقت قصير؟
ونسى المتشائمون ثلاث عشرة سنة من كفاح الشعب السوري ونضاله، وما تعرض له من قصف كيماوي وبراميل متفجرة، وأكثر من مليون شهيد مع تهجير نصف الشعب خارج أرضه، أما عن المعتقلين والمختفين الذين بقوا على قيد الحياة وخرجوا من سجون بشار، فأعلنت منظمات حقوق الإنسان السورية أن عددهم 122٫144 معتقلاً حتى الآن .
المشاعر متضاربة عند أهل سوريا؛ فهي مزيج من الفرح الحذر، المشوب بالخوف من الخطر، خطر العودة لعصور الظلام، أو دخول البلاد في دوامة عدم الاستقرار، ومع أن بعض هذا الخوف له ما يبرره، ويتفهمه أصحاب الأنفس السوية، لكن جلّه يتبدد من خلال النظر في الآتي:
أولاً: لا ينبغي القلق على الشام عند أهل الإيمان
فهي الإقليم المبارك الذي دعا له رسول الله ﷺ فقال: "اللهم بارك لنا في شامنا".
وشرّفه ﷺ بنسبته إليه وإلى أمته جميعاً، لذا رأيت كثيراً من المسلمين الأعاجم لا يذكرون اسم الشام مجرداً، وإنما يقولون "شام شريف"، حيث فيه قبلة المسلمين الأولى ومسرى رسول الله ﷺ، وعاصمة الخلافة، وهي أرض المحشر والمنشر.
ثانياً: ليعتبر السوريون أنفسهم في استراحة محارب
لو لم تنجز الثورة السورية غير خروج عشرات الآلاف من المعتقلين ونجاتهم من المسالخ والمكابس البشرية.. لكفاها شرفاً وفخراً، ناهيكم عن الفرحة التي دخلت كل بيت سوري بعودة المهاجرين واللاجئين، الذين رجع بعضهم -ممن أعرف- بعد 45 سنة من الحرمان من الأهل والأوطان، بالإضافة إلى الفرحة التي دخلت قلب كل مؤمن بنجاة سوريا من جبروت الحكم النصيري الطائفي البعثي، الذي جثم على صدور السوريين طيلة 53 سنة.
ولن يكون في المستقبل أسوأ مما عاشته سوريا في ظل نظام حكم آل الأسد وحزبه، وقد لقيني أحد كبار الأطباء العراقيين فقال لي إن نجاح ثورة سوريا أكثر مَن تذوق حلاوتها عامة المعذبين والمهمشين من العراقيين، ومع توسيع الدائرة سنجد أن تحرير سوريا أعاد الأمل في نفوس الجميع، وأصبحنا ننتظر الفجر القريب، مع ربيع عربي جديد، وبداية تفتح أزهاره ظهرت في رعب المستبدين، وانزعاج المفسدين من مصير حليفهم وجليسهم بشار، الذي وقع نبأ سقوطه على رؤوسهم كالصاعقة، ودق مشهد هروبه المشين ناقوس الخطر في نفوس حاشية المجرمين وسحرة الفراعين، فإن الطغاة والجبارين لا يفكرون إلا في أنفسهم، وما يحملونه من مال السحت الذي يؤمّن معيشتهم، دون أن يلوي أحدهم منهم على أحد، أو يلتفت إلى مقرب !
ثالثاً: ما قام به السيد أحمد الشرع القائد العام لفتح الشام جعله في صفوف القادة الكبار
حيث أعدّ لهذه المعركة الإعداد اللازم لمشروع التحرير، وبدأ بالخطوة الأهم والأخطر وهي توحيد كافة الفصائل والتحرك بها تحت راية واحدة، سواء في فترة الإعداد أو فترة التحرير والتمكين، وكل مَن يعرف طبيعة الشعب السوري يعرف أن هذا العمل من الصعوبة بمكان، وأن مَن نجح فيه قادر -بعون الله- على النجاح فيما سواه.
ولا ننسى أن الظروف الدولية واختلاف الخريطة السياسية والتحالفات الإقليمية، كل ذلك هيأ جواً مناسباً لتقدم كتائب الثورة، التي كانت قد أعدت للأمر عدته، وأخذت بأسباب النصر المتاحة.
رابعاً: النجاح الذي حققه حاكم إقليم إدلب في الشمال السوري المحرر كان محل إجماع المنصفين
واستطاع أحمد الشرع أن يجعل هذه الحقبة فترة إعداد وتأهيل، للكوادر التي ستتحمل مسؤولية الفترة الانتقالية، لقيادة سفينة سوريا الجديدة إلى شاطئ الأمان والاستقرار، وما ظهر خلال الشهر الذي تلا التحرير من سرعة بسط الأمن ومنع الانفلات، وسير الحياة بشكل شبه طبيعي، مع الانفتاح على العالم الخارجي واستيعاب كل الوفود، يدلل على دربة في الإدارة وحنكة في السياسة.
خامساً: أكثر ما نحتاج أن نتحدث عنه بوضوح، هو تخوف بعض السوريين من تاريخ أحمد الشرع السابق مع بعض الحركات والتنظيمات
لقراءة المقال كاملا: https://bit.ly/3ZYAvTH
الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ
رؤيتنا: أن يكون جناب النبي ﷺ معززًا مكرَّمًا، وأن تكون الإساءةُ إليه مُجَرَّمةً تجريماً قانونياً وشعبياً في كافة أنحاء العالم.
تابعوا منصات الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ
Instagram: @supportprophetm
Facebook: @SupportProphetM3
Telegram : @ProphetMsupport
YouTube: @SupportProphetM2
Twitter: @SupportProphetM