كرامات أولياء الله: بين الحقيقة والوهم – درس مميز للدكتور يسري عزام
“من هم أولياء الله؟” سؤال شغل عقول الكثيرين عبر الزمن، وهو ما تناوله الدكتور يسري عزام في درس مميز ألقاه عقب صلاة العشاء في مسجد عمرو بن العاص، أحد أقدم المساجد في العالم الإسلامي. في هذا اللقاء الروحاني، تحدث الدكتور عن مفهوم أولياء الله، كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، موضحًا حقيقتهم ومعنى الكرامات التي قد يمنحها الله لهم.
أولياء الله في القرآن والسنة:
أوضح الدكتور يسري عزام أن القرآن الكريم يعرّف أولياء الله بأنهم الذين آمنوا واتقوا. فهم عباد مخلصون، يعيشون حياتهم في طاعة الله، بعيدًا عن الأهواء الدنيوية، ويتميزون بالصدق والإخلاص في أعمالهم. أشار إلى الآية الكريمة: “ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون” (يونس: 62-63).
متى تظهر كرامات الأولياء؟
ناقش الدكتور نقطة هامة حول “الكرامات”، موضحًا أنها ليست دليلًا على الأفضلية أو المكانة، لكنها منحة إلهية تأتي لتحقيق خير أو حكمة، وقد تظهر في مواقف معينة. ومع ذلك، شدد على أن الكرامات ليست بديلًا عن المعجزات التي تُمنح للأنبياء.
هل يتلقون علمًا خاصًا من الله؟
سؤال أثار اهتمام الحضور هو: “هل يُعطى أولياء الله علمًا خاصًا لا يعرفه غيرهم؟” أجاب الدكتور يسري عزام بأن الله قد يمنح بعض الأولياء فهماً خاصًا أو بصيرة معينة، لكنها دائمًا تحت إطار الشريعة، ولا تتعدى حدود العلم الذي جاء به الأنبياء. أكد أن هذه البصيرة هي من الله وحده ولا ترتقي إلى مستوى الوحي الذي يختص به الأنبياء فقط.
دروس من حياة الأولياء:
استعرض الدكتور أمثلة تاريخية عن أولياء الله وكيف عاشوا حياتهم في الزهد والتقوى، مشيرًا إلى أن سر عظمتهم يكمن في اتصالهم الدائم بالله. وبيّن أن كل مسلم يمكنه السعي ليكون من أولياء الله من خلال الإيمان الصادق والعمل الصالح.
رسالة الدكتور يسري:
اختتم الدكتور يسري عزام الدرس برسالة موجهة للشباب: “لا تنشغلوا بالبحث عن الكرامات، بل اسعوا لأن تكونوا قريبين من الله من خلال التواضع والإخلاص في العبادة”. كما دعا الجميع للتفكر في حياة الأولياء وتجنب الغلو أو تقديس الأشخاص على حساب العقيدة.
هذا الدرس من مسجد عمرو بن العاص يأتي ضمن سلسلة دروس قيمة تهدف إلى نشر الوعي الديني وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وإبراز جمال الإسلام ووسطيته.