السلام عليكم
أيها الكرام نشرت كلمة أنتقد فيها تحميل القرآن دلالات عددية تنبئ بزوال دولة اليهود عام 2022، ولم أذكر الأخ الذي نشر هذه الفكرة.. لكن المتابع يعلم أنه الأستاذ الفاضل بسام جرار.
فقام الأستاذ بسام بنشر مقال يرد فيه على ما جاء في كلمتي.
وأنا في هذا المقطع لستُ بصدد مناقشة موضوع النبوءة من جديد، فقد بينت رأيي الذي لا زلت أعتقده. لكن هذا المقطع هو باختصار لإنصاف الأستاذ الفاضل بسام جرار وتسجيل إعجابي وتقديري بأخلاقه. الأستاذ الفاضل قال في رده جملة استوقفتني حقيقة. قال:
(نعرف أنّ الكثيرين سيطلبون منّا أن نردّ عليه، ولكننا نقول: جرّبناه في الأولى فخرج لنا في الثانية)...يقصد الأستاذ الفاضل أنه رد علي حين تكلمت عما يسمى الإعجاز العددي عموماً لكني لم أكترث ونشرت مقطعاً ثانيا عن نبوءة زوال دولة يهود في عام محدد.
وأنا أقول هنا للأستاذ الفاضل حفظه الله: أنا لم أكن قد اطلعت على ردك الأول، ولا أدري إن كنت حضرتك علقت به على المنشور أم أين. وإلا لاعتنيت به بارك الله فيك.
ثم قال الأستاذ بسام كلمة هي محل الشاهد، قال:
(ولا يليق أن نردّ عليه، ونحن نعلم أنّه ينفع الإسلام والمسلمين)..يعني لا يريد أن يرد علي أنا العبد الفقير وهو يعلم أني أنفع المسلمين.
فأقول: والله يا أستاذ بسام أنك صاحب خلق، وأنت بهذا تعلمنا درساً في الأخلاق وفي تقديم مصلحة الإسلام، وأنا لا أرى مثل هذا الكلام يصدر إلا عن نفس كبيرة.
حصل سابقاً إخواني أن أبين حقيقة دعوات إلحادية، فترى بعض من يحسب نفسه على "الصف الإسلامي" يثير خلافات منهجية معي ويدافع عن مروجي الدعوات الإلحادية نكاية في إياد لأن إياد يخالفه منهجياً...
بينما الأستاذ بسام حفظه الله وأكرمه يقول أنا لن أرد على هذا الرجل لأنه ينفع المسلمين فخليه ينفع، حتى لو قال كلاما يظهر وكأنه ينتقص مني.
وأنا أحسب هذا من تجرده وصدقه والله حسيبه.
أيضاً الأستاذ الفاضل بسام جرار يتساءل بخلق رفيع في رده ماذا قصدت أنا كإياد حين قلت إن صاحب بحث ال 2022 له شذوذات؟
فأقول: كان حرياً بي أن أبين ولا أقول كلمة عامة بهذا الشكل قد يساء فهمها أني أشكك في فكر أو عقيدة الأستاذ الكريم. أنا ما قصدته هو الاستغراق في مسائل العدديات وكذلك محاضرته عن نظرية التطور ومحاولة التوفيق بين النصوص القرآنية وتطور الإنسان على فرض صحته، والمنهجية المتبعة في ذلك... مع فهمي تماماً للفرق الكبير بين منهج الأستاذ بسام ومنهجية آخرين نتحدث عن بطلان كلامهم في موضوع ما يعرف بنظرية التطور.
لكن مع ذلك كان ينبغي أن أكون محددا ولا أطلق عبارة دون تفصيل، مع أني أثنيت على الأستاذ الفاضل في السياق نفسه، لكن الدقة مطلوبة.
ولذلك، وحتى لا نقع في الظلم، فإني سحبت المقطع المذكور، لأقوم بحذف كلمة شذوذات هذه وأعيد المقطع الذي أنقد فيه منهجية التحديد العددي..وأنا أعلم ان الأستاذ الفاضل يتسع صدره لهذا الخلاف...لا أتفق معه في موضوع تحديد عام معين بناء على هذه الحسابات لكن تهمنا الفكرة وليس نقد شخصه الكريم.
بل أقول يا كرام: الأستاذ بسام حفظه الله معروف بالحرص على بث الاستبشار والعزة في نفوس المسلمين ومعروف بالشدة على أعداء الدين وعلى الظالمين. وهذه صفة حميدة، أن يكون شديداً على من يستحقون الشدة، رحيماً بالمؤمنين طيب الخلق معهم. فأسأل الله أن يزيده من فضله وأن يسدده ويوفقه لما يحب ويرضى.
ورجل مثله معَظم للكتاب والسنة يبث نفس العزة نتفق معه على المقصد العام بلا شك، بخلاف الذين يضللون شباب الأمة ويشككونهم في دينهم ويبثون فيهم الهزيمة النفسية والانكسار لأعداء الدين ممن نقدناهم وسنبقى نبين أمرهم بإذن الله.
وأعيد، هذا كله مع التمسك برأيي في مسأله هذه الحسابات، وأود أن يعلم الأستاذ الفاضل أني لعلي كنت من أول من قرأ كتابه الذي كتبه في الموضوع، ولم أبنِ الحكم على ظاهر العناوين كما ظن وفقه الله. وقد أبسط الكلام في المسالة لاحقاً، لكن هذا ليس هدف المقطع، إنما هدفه إنصاف الأخ والأستاذ الفاضل وشكره على حسن خلقه.
وختاماً، ذكر الأخ الكبير الأستاذ بسام أنه لا يتفق معي في بعض الأمور، مع ثنائه على معظم ما ينشره العبد الفقير. فأنا أطلب منه أن يزودني بنصائحه بالطريقة التي يراها مناسبة، فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
أسأل الله تعالى أن يهدينا ويسددنا جميعا ويجمعنا إخوانا على سرر متقابلين. والسلام عليكم ورحمة الله.
الصفحة الشخصية على الفيس بوك
https://www.facebook.com/EyadQunaibi
الحساب على التويتر
@Dr_EyadQun