قالت لنا السيدة عزيزة الجاسم خلال جلسة التوثيق الشفهي في مبادرة تُرى لحفظ تاريخ الكويت من خلال حفظ سير الناس وتجاربهم الخاصة :
"كانت الحياة بالكويت كلها أمان بيت أمي في شرق قريب من بيوت القطامي بينما بيت جدي بالوسط وخالاتي في فريج الدعيج وبيت اعمامي في جبلة وكنا نتجول بين تلك البيوت بلا خوف وأمان ،الكل يعرف بعضه البعض حتى اني اذكر لما طلعت الجنسية رفض ابوي يطلعها بالبداية كان يقول كلنا نعرف منو الكويتي ولكن عمي اصر عليه .
من شدة الأمان كنت أمر صباحًا على بيوت صديقاتي بالمدرسة لنتساير بالدرب نسولف ونضحك و كل وحده عليها عباتها الرأس وبيدها جنطتها المدرسية، ماكنت اشتري جنطة من السوق لأن اذكر خوالي الخميس كانوا نواخذه وايبون لنا صوغة لنا دايم حلاو من سفرهم للخارج وهذا الحلاو يوضع في جنطة جلد فخمة كنت آخذ حقيبة الحلاو واكشخ فيها للمدرسة وكانت كشخه صج بوقتها.
سافرت للدراسة الصيفية بالستينات للندن وسكنت لدى عائلة ذات اصول رفيعة وكان إذا صار العصر نوقف طابور احنا الطلبة مع ابناء صاحب السكن ننتظر حضوره وجلوسه لتبدأ طقوس شرب شاي العصر وفق الثقافة الانجليزية ومنذ ذلك الوقت وانا احب لندن"
خلال حديث الجاسم كانت دائما تشير لعيالها منى وطلال الشيتان بالحب والمشاركة والوصل ثم قالت :( وكل حياتك مع الاسرة يجب أن تشعر المرأة بأهمية ان تكون سعيدة و تهتم بنفسها فلا طفل سعيد مع أم تحاول أن تعيش حياة التضحية بدون توازن بالعطاء وبدون وعي بالذات ) .