اراك عصي الدمع ( تعجيز وتشطير ملك اليمن الامام احمد بن يحيى حميد الدين ) ـ غناء محمد ابو نصار
من رائعة تشطير الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين لقصيدة أبي فراس الحمداني، (أراك عصي الدمع):
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أراك عصي الدمع شيمتك الصبرُ
مهاباً تحامتك النوائب والدهرُ
سمت بك أخلاقٌ فما قيل بعدها
أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ
بلى أنا مشتاقٌ وعندي لوعةٌ
ولكن لأمرٍ دونه الأنجمُ الزهرُ
أريد العلى لا أبتغي الدهر دونها
ولكن مثلي لا يذاع له سرُ
إذا الليل أضواني بسطتُ يد الهوى
لدك دياجي الخطب كي يطلع الفجرُ
وفزت بما أهواه قسراً ولم أقل
وأذللت دمعاً من خلائقه الكبرُ
تكاد تضيء النار بين جوانحي
إذا صدني عما سعيتُ له أمرُ
فأبصرُ في الظلماء أمري بنورها
إذا هي أذكتها الصبابةُ والفكرُ
معللتي بالوصل والموت دونه
لك الويل سيان التواصل والهجرُ
سأشفي غليل النفس من كل مفخ
إذا بت ظمأناً فلا نزل القطرُ
بدوت وأهلي حاضرون، لأنني
رأيت هنات القوم مصدرها المصرُ
وشرفت نفسي بالبداوة، إنني
أرى أن داراً لست من أهلها قفرُ
وحاربت أهلي في هواك، وإنهم
هم القوم لا يخفى لهم أبداً ذكرُ
وما كنت أقلوهم وكيف وأنهم
وإياي، لولا حبك، الماء والخمرُ
فإن يكُ ماقال الوشاةُ ولم يكن
فلا ذنب إلا من ذوائبك الخترُ
وإن زعموا صدق الذي قد تقولوا
فقد يهدم الإيمان ماشيد الكفرُ
وفيتُ وفي بعض الوفاء مذلةٌ
وكل امرىءٍ يوفي العهود هو الحرُ
ولست بمشتاق ولاذا صبابة
لإنسانةٍ في الحي شيمتها الغدرُ
وقور وريعان الصبا يستفزها
يخامرها منه المخيلة والكبرُ
تصد ملالاً ثم تذكر عهدها
فتأرن أحيانا كما يأرن المهرُ
تسائلني من أنت؟ وهي عليمةٌ
وما تختفي شمس النهار ولا البدرُ
وما جهلت إسمي ولكن تجاهلت
وهل بفتى مثلي على حاله نكرُ
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى
رويدك إني ليس ينكرني العصرُ
فتى قال للعلياء لما سمى بها
قتيلك، قالت: أيهم فهموا كثرُ
فقلت لها لو شئت لم تتعنتي
فما راعني منك التعنت والهجرُ
وما كان أحلى لو تركت إساءتي؛؛
ولم تسألي عني وعندك بي خُبرُ
وما كان للإحزان لولاك مسلك
إلي وحزني أن يفوز بك الغمرُ
لولاك ما كان الغرام بنافذٍ
إلى القلب لكن الهوى للبُلى جسرُ
وأيقنتُ ان لاعز بعدي لعاشقٍ
وكل كلامٍ في الغرام هو الهجرُ
وما ضرني عتب الحبيب وصدهُ
وأن يدي مما علقت به صفر
فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا
فقلت نعم لولا التجلد والصبرُ
فقالت وما الدهر أضناك صرفه
فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهرُ
وقلبت أمري لا أرى لي راحةٌ
أسرُ بها إلا المثقفة السمرُ
وذكر العلا تسبي فؤادي وإنه
إذا البين أنساني ألح بي الهجرُ
فعدت إلى حكم الزمان وحكمها
وفي مهجتي مما أكابده جمرُ
قضى بيننا ظلماً عليَّ فأصبحت
لها الذنب لا تجزى به ولي العذرُ
تجفل حيناً ثم تدنو كأنما
يساورها مني المهابةُ والذعرُ
وعادت تحييني بلطفٍ كأنها
تنادي طلاً بالواد أعجزهُ الخضرُ