قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من يُرِدِ الله به خيرًا يفقهه في الدين فإنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه".
لما قال الرسول "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" أفهمنا أن من لم يفقهه في الدين لم يرد الله به خيرًا، لأن الذي لا يتعلم علم الدين لا يدري ما يجوز فعله وما لا يجوز فعله، كإنسان يسير في الظلام، قد يواجه شيئًا يهلكه ولا يشعر ولا ينتبه له. هكذا الذي لا يتعلم علم الدين، لا يميز بين القول الذي يضره في الآخرة والقول الذي لا يضره. كذلك لا يميز بين الفعل الذي يضره في الآخرة وبين الفعل الذي لا يضره، لا يميز. في خطر عظيم الذي لا يتعلم علم الدين، في خطر عظيم. ولا يكفيه أن أباه عالم أو أن جده عالم، لا يكفي. كل شخص فرض عليه أن يتعلم علم الدين من أهل المعرفة من أهل الثقة، ليس من مطالعة الكتب.
علم الدنيا لا يكتفى فيها بمطالعة الكتب، كالهندسة، هل الإنسان يشتري كتبها ويطالعها ويطلع مهندسًا؟! علم الدين أولى من ذلك.
بعض الناس لا يتعلمون علم أهل السنة من أهل المعرفة، إنما يشترون كتبًا يطالعون فيها، هؤلاء على خطر عظيم، ثم الإنسان يوم القيامة يسأل عن أمرين، هل تعلمت ما فرض الله عليك من علم الدين؟ وهل عملت بما تعلمت من علم الدين؟ فإن تعلم وعمل فهو من الفائزين، ليس عليهم خوف ولا يحزنون، من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لا في القبر ولا في الآخرة، لا يصيبهم شىء يزعجهم.
القبر النفس تخافه لكن بالنسبة لبعض المؤمنين القبر راحة، روضة من روضات الجنة، ليس كحاله حين يوضع فيه الميت، لا. الله تعالى ينوره ويوسعه، بعض الناس تتسع قبورهم، تتسع مد البصر، وبعض الناس سبعين ذراع في سبعين ذراع، حتى إنه لا يحب أن يعود إلى الدنيا. الميت المؤمن في قبره، الميت التقي لا يحب الرجوع إلى الدنيا لو قيل له تعال استلم الدنيا كلها لا يحب، لأنه رأى شيئًا من الفرح واللذة لم يجده في الدنيا لما كان على وجه الأرض.
وأما من لم يتعلم يعذب لأنه لم يتعلم، وأما من تعلم فلم يعمل بعلمه هذا أيضًا عليه عقوبة، لكن الذي تعلم ولم يعمل بما تعلمه ذنبه أقل، لماذا؟ لأنه أدى فرضًا واحدًا وترك فرضًا آخر. تعلم، التعلم فرض لكن ما عمل بما تعلم، هذا عليه عقوبة لأمر واحد، أما الذي لم يتعلم فعليه عقوبتان اثنتان، ترك التعلم هذا يوجب العقوبة وترك العمل لأنه ما تعلم أعماله لا عبرة بها. فكم من أناس يصلون ويصومون الدهر وعقيدتهم فاسدة.
#الحبشي
#عبدالله