يمكن تكون في لحظة من لحظات حياتك حاسس إن الدنيا مش ماشية معاك، أو إنك مش قادر تشوف مخرج من اللي بتواجهه. لكن في اللحظات دي، فيه حاجة لازم تفتكرها: ثق في الله! ليه؟ لأن وعد الله حق، وكل ما نثق في الله أكثر، كل ما هنشوف قدرته وعظمته بوضوح في حياتنا. مش مهم قد إيه الدنيا بتضغط عليك، إزاي الظروف قاسية، أو إزاي في صعوبات، لأن لو ربنا وعدك بشيء، هيتحقق بإذن الله، ومفيش حاجة في الدنيا تقدر تعيق وعده
"وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" (الطلاق: 2-3). الآية دي بتأكد لنا إن الله لما بيوعدك بحاجة، هو مش بس هيدي لك ما تحتاجه، لكن هيديك من حيث ما كنتش تتوقع. لو أنت متوكل على الله، هتلاقي إن كل باب كان مغلق في وشك هيتفتح، وكل خطوة كانت صعبة هتكون أسهل بفضل الله.
وفي أوقات الشدة، يجب علينا أن نتذكر "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" (الشرح: 6). يعني مهما كانت المصاعب كبيرة أو متزايدة، هتلاقي دايمًا اليسر مع العسر. مش مهم قد إيه التحديات هتكون، بس الأهم إنك تذكر دايمًا وعد الله، لأنه مع كل هم، فيه فرج من عنده.
لكن مش بس الآيات دي، فيه أحاديث عظيمة بتأكد نفس المعنى. في الحديث الشريف قال رسول الله ﷺ: "من أصابه هم أو غم فليقل: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسالك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي". يعني لو في هم أو غم، لو في ضيق أو معاناة، ده الدعاء اللي بيقوي إيمانك وبيجيب لك الفرج من عند الله. حاول دايمًا تذكر الدعاء ده، لأنه بيشيل عنك الهم وبيفتح لك أبواب الفرح والراحة.
وعشان تعرف إن وعد الله حقيقي، لازم تكون عندك إيمان ويقين تام بإن الله لا يخلف وعده. في سورة آل عمران بيقول الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ" (آل عمران: 9). يعني مهما كانت الظروف، وعد الله بيبقى ثابت، ولا شيء في الدنيا يقدر يغيره. حتى لو كانت الأمور في البداية صعبة، أو ما بتشوفش النتيجة، افتكر إن الله سبحانه وتعالى عنده حكمة وراء كل شيء.
الحديث الشريف بيقول: "تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ". ده معناه إننا لما نثق في الله ونفوض له أمورنا في الأوقات السهلة، هو بيكون معانا في الأوقات الصعبة. ربنا ما بيسيبش عبده أبدًا، ولا يتركه في المحن. وده هو سر القوة الحقيقية، أن تضع ثقتك في الله في كل الأوقات.
ومن الأمور المهمة اللي لازم نفهمها هي أن الله لا يضع عبده في محنة إلا إذا كان يعلم إنه قادر على تحملها، ولا يختبر عبده بشيء فوق طاقته. في سورة البقرة، قال الله تعالى: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" (البقرة: 286). يعني مهما كان البلاء، لو كنت مؤمن بالله، هتقدر تتغلب عليه بفضل الله، وبثقتك في وعده.
وعد الله مش بس في الأوقات الصعبة، بل كمان في كل جوانب حياتنا. في الرزق، في الصحة، في النجاح، وفي كل شيء. في الحديث الشريف قال ﷺ: "إِنَّ اللَّهَ لَيَحْبُو إِذَا حَبَّ أَحَدًا فِي الدُّنْيَا لِيَرْتَفِعَ بِهِ فِي آخِرَتِهِ". ده معناه إن الله لما يحب عبده، يرفع شأنه في الدنيا وفي الآخرة، ويكرمه ويجعل له بركة في رزقه.
لو لسه في قلبك أي شكوك أو تساؤلات، فاعلم إن الله معك دائمًا، وما فيش حاجة تقدر تقف قدام وعد الله. يمكن يكون عندك بعض الشكوك، أو مش شايف كيف هتتغير حياتك، لكن الإيمان بالله هو اللي هيغير كل شيء. فكما قال الله تعالى في سورة الرعد: "إِنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَيُحْيِي قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ" (الرعد: 19)، يعني هو القادر على تغيير كل شيء في حياتك.
الغاية من الفيديو ده هي إنك تثق في الله، وتكون على يقين إن وعده ليك حق، وأنه في أي وقت، إذا كنت صادق في إيمانك، هتحصل على أفضل مما تتوقع. والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
لو في قلبك هم أو حزن، خلّي عندك إيمان قوي لان الفرج بيجي من عند الله، ومع كل تحدي بتواجهه، اعرف إن الله عنده الحل وثق في الله، لأنه إن وعد الله حق!