في هذا الفيديو من قناة “ورق”، نأخذكم في رحلة تاريخية إلى محاكمة الفيلسوف العظيم سقراط، الشخصية التي أحدثت تأثيرًا فكريًا لا يُستهان به في مدينة أثينا القديمة. ولد سقراط عام 469 قبل الميلاد، وكرّس حياته للسعي وراء الحكمة والمعرفة من خلال الحوار الفلسفي والنقدي. تميّز بأسلوبه الفريد المعروف بـ”الطريقة السقراطية”، حيث كان يعتمد على طرح الأسئلة لتحفيز التفكير النقدي وكشف الأخطاء في المعتقدات الشائعة. لكن هذه الطريقة جعلته شخصية مثيرة للجدل في مجتمعه.
في هذه الحلقة، سنستعرض تفاصيل محاكمته التي كانت نتيجة صراعه مع السلطة القائمة ومعتقدات المدينة التقليدية. حيث وُجهت إليه تهمتان رئيسيتان: إفساد عقول الشباب وعدم الإيمان بآلهة المدينة، بل وابتداع آلهة جديدة. لكن هذه التهم لم تكن إلا واجهة لصراع أعمق بين الفكر التقليدي الذي أراد الحفاظ على القيم القديمة والفكر الجديد الذي مثله سقراط، الفكر الذي يسعى لتحدي السلطة والتحرر من القيود التقليدية.
نقدم لكم ترجمة كاملة ومفصلة لخطبة سقراط الشهيرة، المعروفة بـ”الدفاع”، التي ألقاها أمام المحكمة الأثينية في مواجهة هذه التهم. في خطبته، استخدم سقراط المنطق والفلسفة للدفاع عن نفسه، رافضًا التملق أو محاولة استدرار العطف، وأكد على أنه يسعى إلى خدمة المجتمع من خلال تحفيز الفضيلة والحكمة. يطرح في خطبته تساؤلات عميقة حول مفهوم العدالة، داعيًا مواطنيه إلى الاهتمام بتحسين نفوسهم وأخلاقهم بدلًا من التركيز على الثروة والسلطة.
نتناول في الفيديو الخلفية السياسية والاجتماعية لأثينا في تلك الفترة، والتي كانت تشهد اضطرابات كبيرة بعد هزيمتها في الحرب البيلوبونيسية، مما خلق جوًا من الشكوك وعدم الثقة بين سكانها. في هذا المناخ المتوتر، كان سقراط يمثل تهديدًا للسلطة بسبب تأثيره على الشباب وطريقته في نقد القيم السائدة، وهو ما أدى إلى محاكمته وإدانته في نهاية المطاف.
تأتي أهمية هذا الفيديو من أنه لا يكتفي بسرد الأحداث فقط، بل يغوص في أعماق فكر سقراط ليكشف عن تفاصيل خطبته ويقدم النص الأصلي مترجمًا إلى اللغة العربية، حيث يستعرض حججه ومنطقه في الدفاع عن نفسه. سنوضح كيف تحدث عن التهم القديمة التي لطالما واجهته وأثرت في صورته لدى الجمهور، وسنتناول كيف استخدم سقراط خطبته كمنصة لتوضيح أفكاره وتحدي القيم التقليدية، مما جعلها واحدة من أشهر المحاكمات في التاريخ.
كما نتناول في الفيديو كيف أن سقراط، بعد إدانته، قدّم اقتراحه لعقوبته الخاصة، متحدثًا عن الحياة والموت ومعنى أن يعيش الإنسان حياة مُفحصة. تعالوا نكتشف معًا كيف كانت نهاية سقراط ليست مجرد نهاية رجل واحد، بل بداية لحركة فكرية جديدة أثرت على الفلسفة والتاريخ البشري إلى يومنا هذا. سنسلط الضوء على تأثير هذه المحاكمة في الأجيال التالية، وكيف أصبحت خطبته مصدر إلهام للفلاسفة والمفكرين مثل أفلاطون وأرسطو، ومثلت نقطة تحول في التفكير حول حرية التعبير وحقوق الفرد ودور الدولة في حياة المواطنين.
انضموا إلينا في هذه الحلقة المميزة حيث نقدم ترجمة دقيقة لخطبة سقراط، ونستعرض الصراع بين الفكر التقليدي والحر، وبين القيم القديمة والمفاهيم الفلسفية الجديدة التي سعت للبحث عن الحقيقة وتحرير العقل.