ضمن الندوة الفكرية التي احتضنها صالون جدل الثقافي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث بالعاصمة الرباط، يوم السبت الماضي 16 يناير /كانون الثاني 2016 ، والتي كانت حول موضوع "المنظومات القيمية على محك التغيير الاجتماعي".
بدأ المفكر المغربي والأكاديمي الدكتور محمد الطوزي، في مداخلته في ذات الموضوع بحكاية لإحدى الأسر القروية في الأطلس الكبير بالمغرب، وهي حكاية على شكل معاينة إثنوغرافية لحال هذه الأسرة التي تنقلت بين القرية والمدينة وفق ظروف وواقع حكمت على تغير قيمها، متناولا قضية القيم انطلاقا من تحليلات هذه القصة.
وانتقل الدكتور الطوزي في تحليله إلى تعريف معنى القيم، والتي تعتبر حسبه اختيارات جماعية تحيلنا على أشكال من التعايش وعلى إنتاج علاقات لأشخاص وجماعات، إذ إنه من الصعب القول بأن شخصا ما يملك قيمة شخصية، فإما أن تكون هذه القيم مهيمنة أو غير مهيمنة، كالعفة والكرم والصبر واحترام الآباء وغيرها، والقيم بهذا الشكل إنما تقوم بوظائف إجرائية وهي من تمكنك من فعل أشياء أو تركها وتوجه وتنشئ اختيارات الجماعة، ولكن عند استخدامنا لهذا التعريف نصل إلى أن القيم لا تعني الممارسات، إذ إنه بإمكانها أن تؤثر في الممارسات، ويمكن أن تتعارض والممارسات وهنا ينشأ الإحساس بالذنب.