قصة تاجر بغداد الداهية، من أروع قصص الذكاء، قصة تراثية ملهمة ومعبرة جداً، ضع السماعات و استمع.
في قلب بغداد، حيث الأسواق تعجّ بالباعة والمنادين، وحيث الذهب والتوابل والحرير يتدفقون كأنهارٍ من الثروة، لم يكن التجار وحدهم هم أسياد السوق... بل كان هناك رجلٌ واحدٌ، بلا دكانٍ ولا خزانةٍ ممتلئة، لكنه امتلك ما لم يملكه أحدٌ غيره: عقلٌ حادٌ كسيفٍ، ولسانٌ لا يعرف الهزيمة.
نعمان، البائع المتجول، لم يكن تاجراً كغيره، بل كان يُشبه اللغز الذي لم يجد أحدٌ طريقًا لحلّه. كان يسير في الأسواق كأنه يقرأ أفكار التجار قبل أن ينطقوا بها، يُفسد حيلهم قبل أن تكتمل، ويكشف ألاعيبهم كما تُكشف أوراق اللعب أمام مقامرٍ خاسر.
لكن كل بطلٍ، لا بد له من عدوٍّ يُحاول إسقاطه.
وفي المقابل، وقف عبد الجبار، رجلٌ لم يكن يتاجر بالبضائع فحسب، بل كان يتاجر بالمكائد أيضًا. كان يؤمن أن السوق ليس للأذكياء فقط، بل للأكثر دهاءً، وأن المال وحده لا يشتري البضاعة... بل يشتري أيضًا العقول.
وفي هذه المواجهة التي لم يُرفع فيها سيفٌ، لكن وقع فيها الكثير من الضحايا، كان السؤال الأكبر:
"هل يمكن لذكاء رجلٍ بسيط أن يهزم مكر السوق بأكمله؟"
استعدوا لرحلةٍ مليئةٍ بالخدع والمكائد، حيث يتلاعب الذكاء بالحيلة، وحيث الخديعة ليست إلا خطوةً أولى نحو الحقيقة!