الصبر كلمة بنسمعها كتير، وكلنا متخيلين إننا عارفين معناها، لكن الحقيقة إن في ناس كتير جدًا فاهمين الصبر بطريقة غلط! في ناس بتفتكر إن الصبر معناه إنك تتحمل أي حاجة وخلاص، تستنى الفرج من غير ما تتحرك، أو حتى تعيش في البلاء من غير ما تحاول تغير وضعك ! بس هل ده فعلًا الصبر اللي ربنا أمرنا بيه؟ تعالوا نشوف الحقيقة اللي ناس كتير مش واخدة بالها منها.
الصبر مش مجرد تحمل.. الصبر طريق
ناس كتير بتفتكر إن الصبر هو إنك تستحمل الظلم أو الألم أو الابتلاء وتسكت، لكن الحقيقة إن الصبر ليه طريقين بس لا تالت لهما، وانت واحد منهم دلوقتي:
1- يا صبر على الطاعة والتقوى
وده الصبر اللي ربنا أمرنا بيه، وهو إنك تفضل ثابت على طريق الطاعة رغم كل الصعوبات. الصبر ده بيبان في إنك تستمر في الصلاة حتى لو نفسك مش مرتاحة، تصوم حتى لو تعبان، تبعد عن الحرام حتى لو مغري، وتفضل على طريق ربنا حتى لو الدنيا بتضغط عليك. الصبر هنا مش مجرد انتظار، الصبر هنا قوة، قوة إنك تختار الطاعة بدل المعصية، قوة إنك تتحمل الفتن من غير ما تقع، قوة إنك تقول "لا" للحرام حتى لو كل الناس بتقول "عادي". ربنا قال في القرآن:
📖 "وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" (هود: 115)
يعني مهما صبرت على الطاعة، أجرك محفوظ ومش هيضيع، حتى لو كان الطريق صعب.
2- يا صبر على الفجور والمعصية
وده الصبر اللي بيهلك صاحبه، لأنك بدل ما تصبر على الطاعة، بتصبر على البعد عن ربنا! في ناس صابرة على الذنوب، مستمرة عليها رغم إنها عارفة إنها غلط، في ناس بتصبر على الحرام وبتقول "معلش ربنا غفور رحيم"، في ناس بتصبر على المعاصي وكأنها مش هتحاسب عليها لكن الحقيقة إن العواقب بتبان بعدين. النبي ﷺ قال:
🕌 "إنما الصبر عند الصدمة الأولى" (رواه البخاري ومسلم)
يعني أول ما تحس إنك ماشي غلط، أول ما تحس إنك بعيد عن ربنا، لازم تاخد القرار الصح وترجع على طول، مش تصبر على الغلط وتفضل مستني الفرج لوحده!
البلاء مش محتاج صبر.. البلاء محتاج رجوع لربنا!
في ناس لما يحصل لها بلاء أو مشكلة، تفضل تقول: "ربنا يرزقنا الصبر"، ويفضلوا مستنيين التغيير من غير ما يعملوا أي حاجة! بس هل ده اللي ربنا طلبه؟ لأ! ربنا بيقول في القرآن:
📖 "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" (الشورى: 30)
يعني البلاء مش جاي كده وخلاص، البلاء بييجي بسبب الذنوب، بسبب البعد عن ربنا، بسبب أخطاء عملناها. وعلشان كده، الحل مش إنك "تصبر" على البلاء وتستنى، الحل إنك ترجع لربنا، تراجع نفسك، تصلح أخطائك، وتسعى للتغيير!
اللي فاهم إن البلاء محتاج صبر بس، هو في الحقيقة بيضيع وقت، لأن البلاء محتاج توبة، محتاج استغفار، محتاج دعاء، محتاج خطوة ترجعك للطريق الصح، مش بس صبر وانتظار!
إنت مستني الفرج؟ ولا مستني ترجع لربنا؟
الناس نوعين:
🔹 في واحد لما يحصل له ابتلاء، أول حاجة يفكر فيها هي "محتاج أرجع لربنا وأشوف إيه اللي غلط في حياتي".
🔹 وفي واحد تاني لما يحصل له ابتلاء، يقول "ربنا يفكها" ويقعد مستني من غير ما يعمل أي حاجة!
الفرق بين الاتنين إن الأول فاهم إن الفرج مش بييجي وانت قاعد، الفرج بييجي لما تتحرك، لما تتوب، لما تسعى للإصلاح، لما تقرب من ربنا أكتر. وده اللي ربنا قاله في القرآن:
📖 "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" (البقرة: 45)
يعني الصبر مش معناه الاستسلام، الصبر معناه السعي والتغيير مع التوكل على الله.
الصبر الحقيقي هو إنك تكمل.. مش إنك تستسلم!
لو فاكر إن الصبر هو إنك "تسكت" أو "تستحمل أي حاجة وخلاص"، يبقى أنت فاهمه غلط. الصبر معناه إنك تكمل في طريقك الصح رغم الصعوبات، معناه إنك تتوب حتى لو غلطت كتير، معناه إنك ما تستسلمش للذنوب وتقول "خلاص تعودت". الصبر الحقيقي هو إنك تفضل ثابت على الحق حتى لو كان صعب، حتى لو كنت لوحدك، حتى لو الدنيا كلها ضدك!
📖 "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (آل عمران: 200)
ربنا مش بيطلب منك بس إنك تصبر، ده بيطلب منك إنك "تصابر"، يعني تستمر وتكمل وتفضل ثابت، لإن النجاح في الدنيا والآخرة محتاج إرادة وصبر وثبات على الطريق الصح!
الخلاصة: إنت فاهم الصبر غلط؟
لو كنت فاكر إن الصبر هو إنك تستنى الفرج من غير ما تتحرك، أو إنك تفضل متحمل المعصية وكأنها حاجة عادية، أو إنك تصبر على البلاء من غير ما تفكر في التوبة.. يبقى لازم تراجع نفسك!
✅ الصبر نوعين: يا صبر على الطاعة، يا صبر على الفجور، وانت اللي بتختار!
✅ البلاء مش محتاج صبر، البلاء محتاج توبة ورجوع لربنا!
✅ الصبر مش إنك تستنى، الصبر إنك تستمر في طريق الصح مهما كان صعب!
✅ الصبر قوة، مش ضعف، وهو اللي هيخليك تكمل رغم كل التحديات!