ما الذي عشت لأجله، لبرتراند راسل
قراءة: أماني عيسى
تويتر إقرا بودانك: https://twitter.com/iqraabwdank
فيسبوك إقرا بودانك: https://www.facebook.com/Iqraa.bwdank
الساوند كلاود: https://soundcloud.com/wishes-eissa
الموسيقى: https://www.youtube.com/watch?v=J_M1a5iBWfU
ثلاثة مشاعر بسيطة لكنها غامرة بقوة تحكمت في حياتي: اللهفة للحب، البحث عن المعرفة، والشفقة التي لا تطاق لمعاناة البشر، هذه المشاعر مثل العواصف العظيمة عصفت بي هنا وهناك في مسار صعب المراس، على محيط عميق من الكرب يصل إلى حافة اليأس البعيدة.
سعيت للحب أولًا لأنه يأتي بالبهجة الشديدة، والبهجة شيء عظيم لدرجة أنني مستعد أن أضحي بباقي عمري من أجل ساعات قليلة من هذه السعادة. سعيت إليه ثانيًا، لأنه يخفف الوحدة، هذه الوحدة الشنيعة التي تجعل الوعي المرتعش للشخص ينظر من على حافة العالم إلى الجحيم البارد المبهم الخالي من الحياة. سعيت إليه أخيرًا، لأنه بالتوحد مع الحب رأيت بصورة صوفية الرؤية المتنبأة للجنة التي تخيلها القديسون والشعراء. هذا ما كنت أسعى إليه، وبرغم أنه ربما يبدو جيدًا جدًا بالنسبة لحياة بشرية، هذا هو ما وجدته أخيرًا. بشغف مساو سعيت إلى المعرفة. تمنيت أن أفهم قلوب البشر، تمنيت أن أعرف لماذا تلمع النجوم. وحاولت أن أدرك القوة الفيثاغورثية التي تسيطر فيها الأرقام على تدفق الأشياء، قليل من هذا وليس الكثير استطعت أن أحققه. الحب والمعرفة بحسب ما كانا ممكنين قاداني إلى أعلى في السماء، والشفقة دائمًا ما أعادتني ثانية إلى الأرض. أصداء أصوات البكاء من الألم تتردد في قلبي، الأطفال في المجاعات، الضحايا الذين يعذبون بواسطة الظالمين، العجائز والعاجزين الذين يعتبرهم أولادهم عبئًا مكروهًا، والعالم الكامل من الوحدة، والفقر، والألم، كل هذا يسخر مما يجب أن تكون عليه الحياة البشرية. أنا أتوق إلى تخفيف الشر، وأحاول، لكني لا أستطيع لوحدي. هذه هي حياتي، وأراها تستحق أن تعاش، وبكل سعادة سأعيشها مرة أخرى لو منحت لي الفرصة.