تجلى ما كان - المجموعة الوطنية للسماع - الطريقة القادرية البودشيشية
قصيدة "وقفت بالباب ورفعت الحجاب" للشيخ سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي
وقفت بالباب ورفعت الحجاب ** فقال البواب أهلا وسهلا
ادن يا عاشق إن كنت صادق ** للسوى فارق تغنم الوصلا
ازداد حبي بنسيم القرب ** وتلاشى كربي لما تجلى
تجلى ما كان في الأزل وبان ** تراه عيان يسقي ويملا
يسقيك حقا ظاهر وباطن ** تراه جهرا وإلا فلا
من أراد الشراب ورفع الحجاب ** فليأت للباب قبل أن يغلى
يأتي مقيد فاني مجرد ** من طلب يورد يرضى بالقتلا
بقتل النفوس وفنا المحسوس ** حضرة القدوس فيها يتولى
تجلس يا مريد بساط التوحيد ** مقام التفريد لك أنت الأعلى
تصير أنت الكل عنه لا تغفل ** الفوق والأسفل منك تجلى
هذا هو قصدي وله نهدي ** من آتى عندي يرى الجمال
أنا هو الخمّار ساقي الأبرار ** كؤوس الأسرار نور الجلالة
أبي وجدي ابن البوزيدي ** من فرع الهادي بن عبد الله
صلاة عنه منه وله ** تعظيما جاه تاج الرسالة
ـــــــــــــــــــــــــ
ترجمة مختصرة لشيخ الطريقة سيدي جمال الدين بن حمزة رضي الله عنه
هو الشيخ العارف بالله، معدن الحقيقة، ومُتجلّى الشريعة، صاحب الفيْض الجَمالي، والعزّ الكَمالي، الواصل الـمُوَصِّل، سيدي أبو مُنير جمال الدّين، بن شمسِ الحقيقة، ومنار الشّريعة، الشّيخ الوارث المُحمّدي الفرْد، العارف بالله المُجدّد، سَيّدي حمزة قدّس الله سرّه، بن العارف بالله مَعْدِن الوَفاء، ومثجّ الجود، الحسّي والمعنوي، مُوطّئ سبيل الحقائق، ومُجسّر عُبور الرّقائق، الشيخ سيدي العبّاس، بن الشّيخ العارف بالله، المجاهد الرّضيّ، والواصل السَّنِيّ سيدي المختار، سَنداً مُتّصلاً، روحياً وصُلبيّاً، إلى القُطب الهادي، والنّجم الغادي، ذي الطريق المُحمّديّ المُجْتبى، والقلب الـمُفَرِّد العاشق الـمُسْتَبى، الباز الأشهب، والغوث الأَنْجب، سيدي عبد القادر الجيلاني، قدّس الله سره، سنداً مسلسلاً مُؤثَّلاً، إلى سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله، عليه أزكى الصلاة وأبرّ التسليم.
وُلِد رضي الله عنه بقرية مَداغ العامرة، بناحية بركان بالمملكة المغربية الشّريفة، سنة 1942م، ونمت دوحته المثمرة، في ربوع الزّاوية القادرية البودشيشية المباركة، نهلا من أنوارها، وعبّاً من علوم الحقائق والرّقائق والدّقائق بها، على يد كبار المشايخ الفحول المتفردّين، بدءا بوالده العارف بالله الشيخ سيدي حمزة قدّس الله سره، وجدّه العارف بالله الشيخ سيدي العبّاس الذي أخد عليه عهد الطريقة القادرية البودشيشية، وقد كان قدّس الله سره، يحبه محبة خاصة جعلته يستصفيه لخِدمته، حيث لازمه بسكناه، حتى اختار له زوجته الشريفة الماجدة الصالحة، لالّة فاتحة أمّ البنين، والتي ما تزال، حفظها الله، إلى يومه، متفانية في خدمة الزاوية وأهلها ومحبيها، كما أخذ عن شيخه العارف بالله محيي الطريقة، سيدي بومدين بن المنوّر، طّيب الله ثراه، وثُلّة من الشيوخ العلماء النابغين، الجامعين بين علوم الحِكم والأحْكام، فتلقّى رضي الله عنه القرآن الكريم، وحمل الضّروري من علوم الدين، ليتدرج بعد ذلك في أسلاك التعليم باللغتين العربية والفرنسية، طالبا للعلوم الشرعية والوقتية، على يد مشايخ أجلاء من أمثال الفقيه العلامة إدريس بن الماحي الإدريسي، والأديب الأريب سيدي محمد بلخياط بثانوية مولاي إدريس بفاس، ثم بكلية الشريعة بها، على يد علماء أفذاذ مثل العلا