MENU

Fun & Interesting

المسؤولية إلى أصحاب المناصب إأنتم مسؤولون أمام الله د النابلسي

almarhomah rasla 1,372 4 years ago
Video Not Working? Fix It Now

ما معنى الإنسان مسؤول؟ : الإنسان –أحياناً- يترنم, ويقول: فلان مـسؤول كبير, وكأنه بهذا الكلام يمدحه, وغاب عنه معنى الكلم, مسؤول كبير؛ أي أنه سيُسأل عن كل تصرفاته, وعن كل مواقفه, وعن كل حركاته وسكناته. المؤمن الصادق: يشعر أن الله سيحاسبه حساباً دقيقاً. السيدة فاطمة, دخلت على سيدنا عمر بن عبد العزيز, رأته يبكي في مصلاه, قالت: ما يبكيك؟ قال: دعيني وشأني, قالت: ما يبكيك؟ قال: دعيني وشأني, فلما ألحت عليه, قال: نظرت في رعيتي؛ فوجدت الفقير الجائع, وابن السبيل, والشيخ الفاني, والأرملة, والطفل الصغير, فعلمت أن الله سيحاسبني عنهم جميعاً, وأن خصمي دونهم رسول الله, فلهذا أبكي. فحينما قال عمر: والله لو تعثرت بغلة في العراق, لحاسبني الله عنها. كان واقعياً في هذه المسؤولية. ((إن الله سائل كل راع عما استرعاه)) الإنسان محاسب عن كل آثار عمله. ((إن الله سائل كل راع عما استرعاه, حفظ أم ضيع؟)) العبرة: أنك إذا آمنت بالله, يجب أن تشعر بالمسؤولية التي ألقيت على عاتقك, أنت مسؤول ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [سورة الحجر الآية:92] ﴿عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [سورة الحجر الآية:93] ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾ [سورة إبراهيم الآية:42] من غفلة الإنسان : قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً﴾ [سورة إبراهيم الآية:42] كيف يحسب الإنسان: أن الله غافل؟ حينما يرى المنحرف يزداد قوة, ومنعة, ومالاً, وغنى, ولأن الله لا يحاسبه, يتوهم الإنسان -أحياناً- أن الله غافل عنه, مع أن الله أرخى له الحبل, وسوف يكون في أية لحظة في قبضة الله, وسينتقم منه, وسينكل به: ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾ [سورة البروج الآية:12] هذه هي الحقيقة : ((إن الله سائل كل راع عما استرعاه, حفظ أم ضيع؟)) يعني: إذا الطبيب ما سأل المريض: هذا الدواء: هل أنت متأثر بالبنسلين؟ إذا لم يسأله, وأعطاها بنسلين, والبنسلين يساوي صدمة, وأودت بحياته, الطبيب صار قاتلاً. أنا أريد لا أن أخوفكم, بل أن أضعكم أمام مسؤولياتكم؛ الله موجود, وسيحاسب جميعاً الناس؛ هذا المريض أمانة في عنق الطبيب, هذا الموكل أمانة في عنق المحامي, هذا البناء أمانة في عنق المهندس, كم بناء سقط وذهب من سقوطه ضحايا؟ كثيرون, في عنق الذي بنى البناء؛ لم يشهد صب الإسمنت, لم يراقب العمال, لم يتأكد من نسب الاسمنت في الأثاثات, فانهار البناء, يعني أبنية كثيرة تنهار, السبب: الإهمال. لذلك: ((إن الله سائل كل راع عما استرعاه, حفظ أم ضيع؟)) إذا نما إيمانكم ينمو معه الشعور بالمسؤولية : أستاذ في المدرسة, معاشه قليل, تضيق نفسه, يصب جام غضبه على الطلاب؛ فإذا كان أستاذ رياضيات فالسائق مسؤول, الطبيب مسؤول, المهندس مسؤول, المحامي مسؤول, المدرس مسؤول, الشيخ الذي يعطي نموذجاً سيئاً للناس, بعضهم ينفر من الدين بسببه مسؤول؛ صار منفراً, صار قاطعاً عن الله وليس واصلاً, صار مبعداً وليس مقرباً, هكذا ....... فكلما نما إيمانكم, ينمو مع إيمانكم الشعور بالمسؤولية, شعور صحي, شعور يؤكد الإيمان: إن الله سيحاسب. تطبيق عملي للشعور بالمسؤولية : سيدنا عمر -رضي الله عنه- كان مع سيدنا عبد الرحمن بن عوف ليلاً, كانا يتجولان في المدينة, فرأى قافلة قد أناخت رحلها في ظاهر المدينة, قال: تعال نحرسها, ونحتسب هذا عند الله, سيدنا عمر وصل إلى مكان هذه القافلة, سمع صوت طفل يبكي, توجه إلى أمه, قال: أرضعيه, أرضعته, ثم بكى, فعاد وقال لها: أرضعيه, أرضعته, ثم بكى, عندئذ غضب, قال: يا أمة السوء! أرضعيه, قالت: وما شأنك بنا؟ إنني أفطمه, قال: ولم؟ قالت: لأن عمر لا يعطينا العطاء إلا بعد الفطام, ولم تعلم أنه عمر -يعني التعويض لا يستحقه الطفل, إلا إذا فطم, تفطمه من أجل أن تأخذ التعويض. ماذا فعل سيدنا عمر؟ -ضرب جبهته- وقال: ويحك يا بن الخطاب! كم قتلت من أطفال المسلمين؟ –عد نفسه قاتلاً- وذهب ليصلي بأصحاب رسول الله صلاة الفجر, ما استطاع واحد أن يسمع ماذا قرأ؟ لشدة بكائه, كان يقول: رب هل قبلت توبتي فأهنىء نفسي, أم رددتها فأعزيها؟ وأصدر قراراً في اليوم التالي: أنه يستحق العطاء كل من ولد. ألغى موضوع الفطام, عند الولادة يستحق العطاء, شعر أنه قتل أطفالاً كثيرين. فإذا نما عندك هذا الشعور بالمسؤولية, فأنت مؤمن ورب الكعبة, إن كنت تخاف الله أن يسألك لماذا فعلت هذا؟ لماذا كتبت هذا الضبط؟ ألا تعلم أن هذا التاجر مظلوم, سيحاسب هذا الموظف حساباً عسيراً, أي موظف في أي مكان, سيحاسب حساباً عسيراً إذا ظلم الناس, أو أهمل مصالحهم, أو عقد عليهم الأمور, أو ألصق بهم تهماً هم بريئون منها. قف عند هذا الكلام : ((إن الله سائل كل راع عما استرعاه, حفظ أم ضيع؟. حتى يُسأل الرجل عن أهل بيته)) يعني: هؤلاء النساء الكاسيات, العاريات, المائلات, المميلات, أليس لهن آباء؟ أليس لهن أزواج؟ أليس لهن أخوة؟ والله آباؤهم, وأخوتهم, وأزواجهم, محاسبون عنهن حساباً عسيراً, لأن هذه التي تبرز مفاتنها في الطريق, إنما تدعو الناس إلى النظر إليها, تدعوهم إلى التمتع بمفاتنها, لسان حالها يقول: تحرشوا بي, لسان حالها يقول: تأملوا محاسني. فهذا الطريق ملك الجميع, وليس ملك امرأة وحدها, فإن تفلتت أساءت إلى خلق الله عز وجل, ليس كل إنسان جاهز للزواج, ليس كل إنسان ..... أحياناً: بين الشاب وبين الزواج عشر سنوات قادمة, أو عشرون سنة قادمة, فهذه التي تغريه, تبرز له مفاتنها, تحاسب عند الله حساباً شديداً. من الذي يشعر بالمسؤولية, ومن الذي لا يشعر بها؟ : النبي رأى تمرة, انقطع عنه الوحي أسبوعين, لم يفهم ما السبب؟ ثم قال: ((يا عائشة لعلها تمرة أكلتها)) تمرة.

Comment