قصة آدم عليه السلام، محاضرة شيقة حول خلق آدم وسجود الملائكة له وقصة خروجه من الجنة
كيف خلق آدم؟ وما هي الأحداث التي وقعت قبل وبعد دخوله الجنة؟ وكيف أخرج منها؟
المرجو الاشتراك في القناة لدعم المحتوى الهادف، ولا تنس مشاركة الفيديوهات لتعم الفائدة الجميع، فالدال على الخير كفاعله.
القَصص القرآني لم يَرِد لمجرد الإخبار عما حدث في الأزمنة السابقة، وإنما جاء ليرسم طريق الهداية والنجاة، وليشير إلى أن أحداث التاريخ تتشابه في دروسها وعِبَرها الكلية؛ ولهذا من المهم تأمل هذا القَصص، لاسيما قصة البشرية الأولى، أي خلق آدم عليه السلام وما حدث معه في الجنة قبل هبوطه إلى الأرض.
وقد اعتدنا أن نمر على قصة آدم في هذه المرحلة، مرور الكرام، يأخذنا ما أحدث إبليس من كبر ورفض، عن تأمل العبرة الأساسية للقصة، التي هي بيان أن خَلْقَ آدم وما سبقه من حوار الله تعالى مع الملائكة، ثم ما تلاه من تكبر إبليس، وما فيها من غواية إبليس لآدم ثم توبة آدم.. كل ذلك إنما كان تدريبًا عمليًّا لآدم على مهمته التي خُلق لها؛ كما يوضح الدكتور فؤاد علي مخيمر، رحمه الله، في كتابه المهم (منهاج الله في هداية البشر).
وقد لفت نظري هذا التناول الجديد لقصة معروفة مكرورة! وتقديمها في سياق أنها كانت تأهيلاً وتدريبًا، وليس في نظرة عابرة تنشغل بحدث جزئي فيها، أو تقدِّم القصةَ في إطار وعظي فحسب.
إن قصة آدم في الجنة قبل هبوطه إلى الأرض هي قصة البشرية قبل أن تبدأ رحلتها.. فجاءت مضيئة لجوانب مهمة ستصحب الإنسانَ فيما بعد؛ سواء في موقفه من الملائكة، أو من عدوه اللدود إبليس، أو في موقفه من منهج الله من حيث الالتزام أو النيسان، وماذا يجب فعله في الحالة الثانية.. هذه التأملات تجعلنا نرى القصة بمنظار جديد، وبرؤية تساعدنا على فهم هذه العلاقات المتشابكة التي لا تنفك عن الإحاطة بالإنسان؛ من الإنسان الأول: آدم عليه السلام.. إلى الإنسان المتمثل في كل فرد من بني آدم حتى قيام الساعة.. إنها القصة الأولى، والممتدة زمانًا وحالاً!
يوضح د. فؤاد مخيمر أن الله تعالى بعد أن خلق الكون بما فيه، وأصدر أمره لكل الكائنات بالتذليل والتسخير لخليفته في الأرض {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} (البقرة: 29)، وقد أصبحت الأرض مهيأة لاستقبال الخليفة عليها.. شاءت قدرة الله تعالى أن يخلق الخليفة من ذات الأرض ومن خلاصة عناصرها، ليعيش عليها ويسخر الله له كل ما فيها وما عليها، فيميل إليها دائمًا لأنها أصله، وتجذبه هي الأخرى ليعمر فيها وعليها، وإذا مات يرجع إلى أصله: {وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا. ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا} (نوح 17، 18).
وبيّن أن من معنى (الخلافة في الأرض): الإنشاء والابتكار والتعمير والتبديل والتغيير؛ وكلها من عمل الله الذي أعطى قبسة منه للخليفة، ودعمه بالعلم.
وأشار إلى أن القرآن الكريم قد حكى قصة خلق آدم، وخلافته في الأرض في سورة البقرة والأعراف والحجر وطه وص. ومن ذلك قوله تعالى: { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) } (البقرة: 30) إلى آخر آيات القصة.