كشف الستار عن اسرار رجال الغيب فى دولة الباطن و الاقطاب الاربعه
رجال الغيب
يحظى مصطلح رجال الغيب عند اهل الله والعارفين بالله بـ أهمية بالغة، باعتباره اسمًا جامعًا لأصناف مختلفة من الأولياء الذين مُنحوا قدرات ومواهب خاصة من لدن الله عز وجل،وهذا الأمر الذي ظهر بشكل واضح في الكثير من الكتابات والمؤلفات، سواء كانت تلك التي تم تصنيفها بواسطة كبار الصوفية من جهة، أو تلك التي تم تأليفها بواسطة علماء السنة وأهل الحديث من جهة أخرى.
تحدث العارفين بالله عن أنواع الولاية الخاصة – ومن أهمها كل من: القطب، والإمامين، والأوتاد، والأبدال، والنقباء، والنجباء فجعل لكل منها سمات ووظائف محددة، وأوكلوا لهم بعض المهام المرتبطة بتصريف شئون الكون، وكذلك انتشر مرويات واسعة أخبرت عن الكرامات والخوارق التي اشتُهرت لبعض الاولياء وانتشرت بين الناس.
و رجال الغيب هم مجموعة مميزة من الأولياء، أولئك الذين وهبهم الله قدرة خاصة على ممارسة بعض الأعمال الغيبية. ومن أهم الأدلة التي تؤكد على ذلك المُعتقد، الحديث النبوى الذي أورده الطبراني في المعجم الكبير:
“إِذَا أَضَلَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا، أَوْ أَرَادَ أَحَدُكُمْ عَوْنًا وَهُوَ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيسٌ، فَلْيَقُلْ: يَا عِبَادَ اللهِ أَغِيثُونِي، يَا عِبَادَ اللهِ أَغِيثُونِي، فَإِنَّ للهِ عِبَادًا لَا نَرَاهُم».
الحديث عن هؤلاء الرجال – الذين اصطُلح على تسميتهم برجال الغيب – ورد في الكثير من المدونات الصوفية المهمة، ومنها على سبيل المثال كل من «قوت القلوب في معاملة المحبوب» لأبي طالب المكي، و«طبقات الصوفية»، و«كشف المحجوب»، هذا فضلًا عن كتاب «الفتوحات المكية» للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي.
وعلى الرغم من أن ترتيب طبقات رجال الغيب قد شهد اختلافًا وتضاربًا بين ما ورد في تلك المؤلفات بعضها وبعض، فإن أشهر ترتيب لهم كان ذلك الذي أورده ابن عربي في كتابه، إذ يذكر أن «المُجمع عليه من أهل الطريق أن رجال الغيب هم على ست طبقات أمهات:
أقطاب، وأئمة، وأوتاد، وأبدال، ونقباء، ونجباء.
على قمة الهرم لرجال الغيب هم القطب والإمامان:
يُعد القطب، أهم وأعظم المراتب عند العارفين بالله، وقد عرفه ابن عربي بقوله: «القطب مركز الدائرة ومحيطها ومرآة الحق، عليه مدار العالم، له رقائق ممتدة إلى جميع قلوب الخلائق،
في السياق نفسه، بيَّن ابن حجر الهيثمي معنى القطب، فقال: إنه هو «الغوث الفرد الجامع جعله الله دائرًا في الآفاق الأربعة أركان الدنيا كدوران الفلك في أفق السماء، وقد ستر الله أحواله عن الخاصة والعامة غيرة عليه، غير أنه يرى عالمًا كجاهل وأبله كفطن وتاركًا آخذًا قريبًا بعيدًا سهلًا عسرًا آمنًا حذرًا، ومكانته من الأولياء كالنقطة من الدائرة التي هي مركزها به يقع صلاح العالم».
أحد المصطلحات الصوفية المشهورة المتفرعة عن مصطلح القطب، هو مصطلح «الأقطاب الأربعة»، وهو من بين المصطلحات الصوفية الحديثة نسبيًّا، وتُقصد به الإشارة إلى أربعة من كبار الأولياء المتصوفة عند أهل السنة والجماعة، والذين ظهروا تباعًا في الفترة الواقعة بين القرن الخامس الهجري والقرن السابع الهجري، وهم على الترتيب، عبد القادر بن موسى بن عبد الله، المشهور بعبد القادر الجيلاني، الحنبلي المذهب، والذي ولد في عام 470هـ بمدينة جيلان في إيران، وتوفي في عام 561هـ بمدينة بغداد في العراق، وتُنسب له الطريقة القادرية؛ وأحمد بن علي الرفاعي، الشافعي المذهب، والذي ولد في مدينة البصرة في العراق في عام 512هـ، وتوفي في عام 578هـ بمدينة بغداد، وتُنسب له الطريقة الرفاعية؛ وأحمد بن علي بن يحيى البدوي، المشهور بالسيد البدوي، الشافعي المذهب، والذي ولد في مدينة فاس بالمغرب في عام 596هـ وتوفي في مدينة طنطا بمصر في 675هـ، وتُنسب له الطريقة الأحمدية، وأخيرًا، القطب الرابع، إبراهيم بن عبد العزيز أبو المجد بن قريش، المشهور بإبراهيم الدسوقي، الشافعي المذهب، والذي ولد في مدينة دسوق بمصر في عام 633هـ وتوفي بالمدينة نفسها في عام 653هـ، وتُنسب له الطريقة البرهانية.
اهل الله يعتقدون أن لهؤلاء الأولياء الأربعة قدرات إعجازية وكرامات خارجة عن المألوف، كما يؤمن البعض بأن هؤلاء الأقطاب قد وُهبوا القدرة على التصرف في الكون، و حُكيت عنهم كرامات وخوارق كثيرة في هذا المعنى، فإنه يكون لكل قطب اثنين من الأولياء المساعدين له، ويعرفان باسم الإمامين، وهما كالوزيرين اللذين يشيران على القطب ويساندانه في الأعمال الموكلة إليه، ويحتلان المرتبة الثانية في التراتبية الصوفية.
باقي المراتب: الأوتاد والأبدال والنقباء والنجباء
بعد مرتبة الإمامين تأتي مرتبة الأوتاد، وقد جاء وصفهم على لسان ابن عطاء الله السكندري، إذ قال: «الأوتاد هم أهل الاستقامة والصدق لا يغيرهم الأحوال وهم في مقام التمكين».
ابن عربي أفرد مساحة كبيرة للحديث عن الأوتاد، فقال إنهم أربعة، وإن كل واحد منهم مختص بناحية من نواحي الدنيا، ففي الشرق يوجد الوتد المُسمى بعبد الحي، وفي الغرب يوجد الوتد المُسمى بعبد العليم، وفي الشمال يوجد الوتد المُسمى بعبد المريد، أما في الجنوب فيوجد الوتد المُسمى بعبد القادر.
بحسب ابن عربي، فإن هؤلاء الأوتاد نواب لأربعة من الأنبياء، الذين قُدر لهم طول الحياة، وهم إدريس وإلياس وخضر وعيسى، وقد ذكر ابن عربي وظيفة كل وتد من الأوتاد الأربعة، فقال: «فبالواحد يحفظ الله الإيمان، وبالثاني يحفظ الله الولاية، وبالثالث يحفظ الله النبوة، وبالرابع يحفظ الله الرسالة، وبالمجموع يحفظ الله الدين الحنيف».
رتبة الأبدال هي الرتبة التي ورد ذكرها بشكل صريح في بعض الاحاديث النبوية .
Join this channel to get access to perks:
https://www.youtube.com/channel/UC-3TnqL7PPS9itd8uI24q-Q/join