MENU

Fun & Interesting

لماذا وقع بعض العلماء المبرزين في فخاخ الشرك؟ | الشيخ صالح العصيمي

قطوف العصيمي 49,475 1 year ago
Video Not Working? Fix It Now

ويوجد هذا في كثير من العلماء؛ لا يفهمون كلمة التوحيد فهما صحيحا؛ فهم علماء في الفقه أو النحو أو الأصول ويقع منهم الشرك العظيم! كما كان بعض المبرزين - ممن هلك في أول هذا القرن - رأسا في علم أصول الفقه، ولكنه كان سادنا على قبر زينب! فانظر إلى هذا الرجل، مع عظيم علمه وتوسعه في فن الأصول، إلا أنه كان جاهلا بالتوحيد، ولصبي من الموحدين خير منه؛ لمعرفته توحيد الله – سبحانه وتعالى –. وإنما أوقع هؤلاء في هذه الفخاخ: عدم عنايتهم بتعلم التوحيد، وتركهم الالتفات إليه؛ تفهما لما جاء من الآي والأحاديث، وما صنفه أئمة الهدى – رحمهم الله تعالى - في بيان توحيد العبادة؛ فلا هم فهموا ما في القرآن والسنة من آي وأحاديث التوحيد، ولا هم استفادوا مما صنفه الأئمة الموفقون في هذا الباب؛ ابتداء من المصنفات الأولى في توحيد العبادة التي صنفها أمثال العلامة ابن رجب صاحب «كتاب التوحيد» - المسمى «كلمة الإخلاص» أيضا -، والعلامة المقريزي المصري صاحب «تجريد التوحيد المفيد»، وانتهاء بما صنفه دعاة التوحيد من أئمة الدعوة النجدية الذين قاموا ببيان التوحيد بيانا عظيما، حتى شهد لهم بذلك من ليس من أهل بلادهم؛ كما ذكر مقامهم في ذلك بعض السادات من أهل حضرموت؛ كما نقله العلامة أبو بكر خوقير - من علماء مكة - في «فصل المقال»؛ فإنه لم يقم ببيان حقائق التوحيد وكشف دلائله ونصب براهينه في المتأخرين كما قام أئمة الدعوة النجدية، وبذلك ظهرت بركة دعوتهم، وقطف الناس ثمارها في حسن دينهم وسلامة ديانتهم من التوجه والتعلق بغير الله – عز وجل -. وربما أوقع هؤلاء في هذه الفخاخ: اكتفاؤهم بتعلم التوحيد من كتب العقائد الأشعرية، وما صنفه علماء الكلام الذين اعتنوا بتقرير توحيد الربوبية ولم يلتفتوا إلى تحقيق توحيد الألوهية؛ كما جاء في ترجمة الرازي - وسبق ذكر قصته - أنه كان يعرف على وجود الله – عز وجل - ألف دليل؛ فله يد طولى وقدم سابقة في معرفة توحيد الربوبية. فعلماء الكلام أكثر همهم وأكبر شغلهم في نصب الأدلة المتعلقة بتوحيد الربوبية، ويغفلون عن العناية بتوحيد الألوهية مع عظيم الحاجة إليه، ويفسرون (لا إله إلا الله) بأن معناها: لا خالق أو لا رازق أو لا قادر إلا الله؛ فينشأ الصغير ويهرم الكبير على مثل هذه المعتقدات، فيقعون في الطوام العظام من صرف العبادة لغير الله – سبحانه وتعالى –.

Comment