مالك بن الرَّيب بن حَوْط بن قُرط ابن حِسْل، أبو عُقبة، المازني. من شعراء الإسلام في أول أيام بني أمية. كان ظريفاً أديباً فاتكاً.
نشأ في بادية بني تميم في البصرة، فأثرت فيه شدة البادية وغلظتها. «وكان من أجمل الناس وجهاً، وأحسنهم ثيابا»، وقد تزعّم في شبابه فئة من اللصوص والفُتّاك، وجاب البادية حتى وصل إلى مكة وأطرافها، ويبدو أنه أُمسك بها، وحُبس في مكة.
وقد شفع له أحد بني مازن وأطلقه من سجنه. ولما كثر شرُّ مالك وأصحابه، طلبه مروان بن الحكم، وكان والياً على المدينة لمعاوية بن أبي سفيان، فهرب حتى وصل إلى بلاد فارس.
وتشير الأخبار إلى أنه تاب عما كان عليه من لصوصية، وحسُنت أخلاقه وسيرته، ثم نسك، وخرج إلى خراسان غازياً. ولما أراد السفر «تعلقت ابنته بثوبه وبكت، وقالت له: أخشى أن يطول سفرك أو يحول الموت بيننا فلا نلتقي، فبكى».
وقد مات شاباً في غزوه مع سعيد بن عثمان بن عفان في خراسان، وقبره فيها، وكان قد اعتلّ قبل وفاته، فقال هذه القصيدة في علته يرثي بها نفسه.
القصيدة كما هي مثبتة في جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي.