يَا سَعْدَ قَوْمٍ بِاللهِ فَازُوا - الطريقة القادرية البودشيشية | Sufi Chant with Subtitles
من اشعار سيدي ابو مدين الغوث التلمساني رضي الله عنه
يا سعد قوم بالله فازوا … ولم يروا في الورى سواه
قربـهم منه و اجتـبـاهم … فـنـزهوا الفـكـر في علاه
ليـس لهم للسوى التفات … كيف و قد شاهدوا سناه
أزال حجب الغطاء عنهم … فاستنشقوا نفحة هواه
تجلى بالنور و البهاء لهم … فقالوا يا هو و يا هو
ترجمة مختصرة للشيخ:
أبو مدين شعيب بن حسين الأندلسي، المولود عام 514 هـ في حصن منتوجت قرب إشبيلية بالأندلس، يُعد من أبرز أعلام التصوف في العالم الإسلامي. بدأ رحلته العلمية والروحية في الأندلس، ثم انتقل إلى شمال إفريقيا، حيث تنقل بين عدد من الحواضر العلمية البارزة التي أسهمت في تكوينه الفكري والروحي.
كان لمدينة فاس دورٌ محوري في مسيرته، حيث ارتبط اسمه بجامع القرويين، الذي كان منارة للعلم. تتلمذ على يد شيوخ بارزين مثل أبي يعزى يلنور وأبي الحسن بن حرزهم، وتعلم أصول الفقه والتصوف. كما زار مدنًا أخرى مثل سبتة وطنجة، حيث انعكس تواضعه وسعيه للكسب الحلال من خلال عمله مع الصيادين قبل أن يتفرغ لطلب العلم.
في بجاية، التي وصفها بأنها "معينة على طلب الحلال"، أسس أبو مدين مدرسة صوفية، وأصبح مقصدًا للطلاب والمريدين الذين كانوا يتوافدون من مختلف المناطق. ومن كراماته المشهورة أنه حين أسره الروم مع مجموعة من المسلمين، رفض مغادرة السفينة حتى أطلق العدو جميع الأسرى، وعندها أبحرت السفينة بشكل طبيعي، مما أثار إعجاب الجميع ببركته.
في أواخر حياته، استقر أبو مدين في تلمسان، حيث استمر في التدريس والإرشاد حتى وفاته عام 594 هـ في مدينة العبَّاد أثناء نقله إلى مراكش بأمر من السلطان يعقوب المنصور. يروى أن كلماته الأخيرة كانت: "الله الحي"، قبل أن تفاض روحه إلى بارئها.
أبو مدين جمع بين علم الشريعة والحقيقة، وترك تأثيرًا عميقًا في التصوف الإسلامي. عُرف بتواضعه وكرمه الروحي، وكان يقول: "ما لذة العيش إلا صحبة الفقراء". لا تزال تعاليمه وكراماته مصدر إلهام، ويعتبر من أعظم شيوخ التصوف الذين أثروا في شمال إفريقيا والعالم الإسلامي.