كان جعفر بن أبي طالب يحظى بمنزلة رفيعة لدى رسول الله صلى الله عليه و آله و يعتمد عليه في المهمات ، و لجدارته فقد جعله النبي صلى الله عليه و آله رئيساً للمسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة، و عندما رجع من الحبشة علَّمَهُ صلاةً مشتملة على تسبيحات خاصة تكريماً له، و عُرفت هذه الصلاة فيما بعد بصلاة جعفر الطيار و صلاة التسبيح .
و في الاستيعاب: وَ كَانَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَشْبَهَ النَّاسِ خَلْقاً وَ خُلُقاً بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله، وَ كَانَ جَعْفَرٌ أَكْبَرَ مِنْ عَلِيٍّ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَ كَانَ عَقِيلٌ أَكْبَرَ مِنْ جَعْفَرٍ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَ كَانَ طَالِبٌ أَكْبَرَ مِنْ عَقِيلٍ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَ كَانَ جَعْفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَ قَدِمَ مِنْهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله حِينَ فَتْحِ خَيْبَرَ، فَتَلَقَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وَ اعْتَنَقَهُ وَ قَالَ: "مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أَشَدُّ فَرَحاً، بِقُدُومِ جَعْفَرٍ أَمْ بِفَتْحِ خَيْبَرَ"؟
وَ كَانَ قُدُومُهُ وَ أَصْحَابُهُ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَ اخْتَطَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ غَزَا غَزْوَةَ مُؤْتَةَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ قَاتَلَ فِيهَا حَتَّى قُطِعَتْ يَدَاهُ جَمِيعاً، ثُمَّ قُتِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله: "إِنَّ اللَّهَ أَبْدَلَهُ بِيَدَيْهِ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَ" فَمِنْ هُنَالِكَ قِيلَ لَهُ جَعْفَرٌ ذُو الْجَنَاحَيْنِ .