خرجة بويبلان "جبل موسى أوصالح" و "جبل بوهدلي" بضواحي تازة _ 01 - 02 - 2025
#ما_فاز_إلا_المشاة
خرجة بويبلان "جبل موسى أوصالح" و "جبل بوهدلي" بضواحي تازو
"يقول الناصحون المجربون: شديد هو برد الصقيع كالموت..!؟
يقول المشاة: ولكن شهوتنا للمشي أقوى من الصقيع والموت..!"
ورغم معرفتهم بقساوة المناخ وصعوبة صعود القمم الجبلية في البرد والثلج والشتاء مع مضاعفات قلة النوم إن لم نقل انعدامه، فقد أصر المشاة إلحاحا، وألحوا إصرارا على خوض هذه التجربة تحت شعار "ما فاز إلا المشاة".
انطلقت الرحلة التي شارك فيها 19 عضوا من أعضاء جمعية الرحالة لهواة المشي بطنجة، مساء الجمعة 31 يناير 2025 إلى منتزه تازكا ضواحي مدينة تازة، حيث كان الوصول إلى المأوى القروي بدوار العنصر جماعة مغراوة إقليم تازة قبيل فجر يوم السبت 01/02/2025، وبعد تناول وجبة الفطور عند أسرة عبدالقادر حياتي، واصل المشاة مسيرتهم على متن الحافلة إلى بويبلان وسط مسار جميل بين أشجار الأرز المتشح ببرنسه الأبيض المحبوك من رذاذ الثلج، ليصلوا بعد ثلاث ساعات إلى دوار "تاسرا" بجماعة بويبلان، وهناك انطلق المشاة في رحلة مشيهم صعودا نحو قمة جبل "موسى أوصالح" مرورا بمغارة نتزيريويش، وتيزي نتزيريويش أو فج القمر، وصولا إلى قمة جبل موسى اوصالح الذي يصل علوه إلى 3192 متر فوق سطح البحر، يمشون على بساط أبيض بغطاء ثلجي يتراوح سمكه بين 30 إلى 50 سنتيمتر، متجاوزين كل لعوائق، ولسان حالهم يقول :
"هذا الثلج.. لنا
هذا المدى الفسيح المتشح بالبياض.. لنا
هذه الأشعة الذهبية المتكسرة فوق بياض الثلج.. لنا
هذا البريق المتلألئ فوق رذاذ الثلج.. لنا
هذه الطريق التي تشقها أقدامنا.. لنا
لكن أصابع أقدامنا وقد جمدها الصقيع.. ليست لنا"
ورغم تحرك العاصفة الريحية القوية التي تحمل معها رذاذ الثلج تمكن المشاة من الوصول للقمة، ثم العودة إلى دوار تاسرا في مسار جمع بين جمال المنظر وألم تجمد أصابع اليد والأقدام، قطع فيه المشاة ما يزيد على 21 كيلومتر،
ليعودوا بعد ذلك إلى مأوى عبدالقادر حياتي بدوار العنصر جماعة مغراوة لتناول وجبة العشاء والمبيت.
وصباح يوم الأحد 02/01//2025 توجه الرحالة المشاة للصعود إلى قمة جبل بوهادلي الذي يصل علوه إلى 1828 متر فوق سطح البحر، وهو مسار جميل يخترق غابات الفلين والأرز والسنوبر… تمتزج فيه خضرة الأشجار اليانعة ببياض الثلج الناصع، لتشكل لوحة فنية يجيد الرحالة المشاة قراءة تفاصيل جمالها بأقدامهم قبل عيونهم…
وبعد النزول من قمة بوهادلي تم التوجه مباشرة إلى باحة "بوحياتي" بالمنتزه الوطني "تازاكا" لزيارة مغارة "إيزورا" إحدى مغارات إقليم تازة الذي تتواجد فيه ما يزيد عن 300 مغارة، وحسب ما صرح به عبدالقادر حياتي فمغارة تازاكا هي إحدى المغارات التي تتجمع فيها مياه الأمطار المغذية لمنبع "راس الما" كما أخبرنا أنه تم اكتشاف مسار داخل المغارة بطول 6 كيلومترات من طرف بعض المستكشفين، وبعد جولة في باحة حياتي تعرف فيها المشاة على عدد من مرافق الباحة، وكان المشاة لقاء في الباحة مع السيد فؤاد بوفراقش رئيس جمعية مسالك الريف والأطلس والمشرف على مجموعة من المشاريع الرياضية والدراسية بالفضاءات البيئية المحيطة بمدينة تازة، والذي الذي لم يفوت الفرصة لتقديم دعوة للجمعية للعودة مجددا إلى منتزه تازاكا لخوض تجربة السباق الموجه بالخريطة والبوصلة الذي يشرف عليه السيد فؤاد بوفراقش، رجعوا عائدين إلى مأوى عبدالقادر حياتي بدوار العنصر جماعة مغراوة ليتناولو وجبة الغذاء، قبل أن يشدوا الرحال عائدين إلى مدينة طنجة مفعمين بالحيوية والنشاط، متخلصين من الشحنات السلبية، متزودين بأدرينالين الحياة، الذي سيكون لهم زادا وعتادا للتغلب على مصاعب الحياة في قادم الأيام.