ما ان توفي علي بن ابي طالب بطعنةِ عبد الرحمن بن ملجم حتى بايعَ القومُ من اهلِ العراقِ الحسنَ بن علي خليفةً للمؤمنين ، خلافةٌ امتدت بواقع الحال على العراقِ والحجازِ واليمنِ وخراسانِ فقط ، في وقت كانت فيه الشام ومصر تحت امرة معاويةَ بن ابي سفيان الذي كان متمردا على خلافةِ علي ومعارضا له بدعوى المطالبة بالثارِ للخليفةِ عثمان بن عفان .
ورغم التاريخ الدموي الطويل بين علي و معاوية والحروب التي راح ضحيتها الالاف من الطرفين ، الا ان الامرَ لم يستغرق عند الحسن بن علي سوى سبعة اشهر فقط حتى تصالح مع معاوية واقرَ له بالخلافةِ وانسحب هو واهلُ بيته الى المدينةِ المنورةِ .
هنا سنتطرقُ الى الظروفِ التي دفعت الحسنَ بن علي الى مصالحةِ معاوية بن ابي سفيان ، وسنبين كيف خُذل الحسن من اتباعه وكيف حاولوا قتله ، وسنجيب على الكثير من التساؤلات ، هل طلب الحسن بالفعل اموالا طائلة من معاويةَ مقابل التنازلِ عن الخلافة ، وما قيمة الراتب السنوي والهدايا التي تقاضاها من معاوية انذاك ، وما حقيقة ما نقل عن ان الرجل كان كثير الزواج كثير الطلاق وما عدد زوجاته .