MENU

Fun & Interesting

تميم البرغوثي | مع تميم - الجحيم

AJ+ ساحة 337,772 6 years ago
Video Not Working? Fix It Now

لمتابعة مع تميم http://www.youtube.com/c/AJplussaha تميم البرغوثي | مع تميم - الجحيم ****** يتأتى للذهن، حين تصطف هذه الأحرف مشاهد شتى. عند العرب، متأثرين باللغة والدين، تغلب النار على صورة الجحيم في البال. وهي عندهم مؤنثة، ربما لأنها تسع وتحتوي، وربما لأنها تشبه الحرب أو الغول أو البئر، أمومة معكوسة: "مشبهة القساوة بالحنان"، تحتضن لتؤلم، وتحيط لتخيف لا لتؤمِّن. ومن المعاني المرتبطة بالجذر اللغوي ذاته، العين شديدة التحديق، غضباً أو دهشة أو تبجحاً وقلة خجل، والعين المحمرَّة من الحنق أو من المرض، وفي لسان العرب: "الجُحام: داء يُصِيب الإنسانَ في عينه فتَرِم، وقيل: هو داء يُصيب الكلب يُكْوى منه بين عينيه. والجَحْمةُ: العينُ. وجَحْمَتا الإنسان: عيناه. والجُحُمُ: القليلُو الحياء. وعينٌ جاحِمةٌ: شاخِصةٌ. وجَحَم الرجلُ عينيه كالشاخِص. وجَحَّمني بعينِه تَجْحيماً: أحدَّ إليَّ النظر. والأَجحَمُ: الشديدُ حُمْرةِ العينين مع سِعتِهما". أما جهنم، فاسم اختلف أهل اللغة فيما إذا كان عربياً أم أعجمياً. من جعله عربياً، قال إن أصله "الجِهنّامُ" وهو القَعْرُ البعيد. وبئر جَهَنَّمٌ وجِهِنَّامٌ بعيدة القَعْر، وبه سميت جَهَنَّم لبُعْدِ قَعْرِها. أما أصله غير العربي فعبري، وهي كلمة مركبة من اثنتين: "جي" ومعناها "الوادي" و"هنّوم"، وهو اسم رجل، و"جي هنّوم" أي وادي هنوم، أو وادي بني هنوم، هو وادٍ بظاهر مدينة القدس، مذكور في العهد القديم من الكتاب المقدس، واسمه حتى اليوم وادي جهنم. ويروي سفر أخبار الأيام الثاني وسفر إرمياء، كيف أن بعض بني إسرائيل أقاموا في الوادي معابد لآلهة وثنية، مثل "بعل" و"مولوخ"، وأنهم كانوا يقدمون لهذه الآلهة أضحيات بشرية فيحرقون الأطفال على مذابحها. ويعرف الوادي أيضاً باسم وادي توفث أو توفة، واسم توفث، إما مصدره الكلمة العبرية التي تعني الطبل أو الدُّفّ، لأن صرخات الأطفال كانت تغطيها طبول كهنة بعل ومولوخ قبل أن يضحى بهم ذبحاً أو حرقاً، وإما مصدره الكلمة العبرية التي تعني الحريق. فعند رواية أخبار الملك آحاز والذي حكم في القرن الثامن قبل الميلاد، يروي الكتاب المقدس فيقول: "كَانَ آحَازُ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَلَمْ يَفْعَلِ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَدَاوُدَ أَبِيهِ، بَلْ سَارَ فِي طُرُقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، وَعَمِلَ أَيْضاً تَمَاثِيلَ مَسْبُوكَةً لِلْبَعْلِيمِ (وهو جمع عبري لكلمة بعل) وَهُوَ أَوْقَدَ فِي وَادِي ابْنِ هِنُّومَ (جهنم) وَأَحْرَقَ بَنِيهِ بِالنَّارِ حسب رجاسات الأمم". وفي سفر إرمياء يقف النبي يحذر الناس أن مملكة يهوذا ستسقط، وستتكسر كإبريق الفخار، وستكون المملكة كلها مقبرة كتلك التي في وادي توفة ووادي جهنم، بسبب ما تفشى بين أهلها من ظلم، وإحراق الأطفال وعبادة الأوثان، فاقرأ: "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «اذْهَبْ وَاشْتَرِ إِبْرِيقَ فَخَّارِيٍّ مِنْ خَزَفٍ، وَخُذْ مِنْ شُيُوخِ الشَّعْبِ وَمِنْ شُيُوخِ الْكَهَنَةِ، وَاخْرُجْ إِلَى وَادِي ابْنِ هِنُّومَ الَّذِي عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْفَخَّارِ ، وَنَادِ هُنَاكَ بِالْكَلِمَاتِ الَّتِي أُكَلِّمُكَ بِهَا. وَقُلِ: "اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا مُلُوكَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ. هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا جَالِبٌ عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ شراًّ، كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِهِ تَطِنُّ أُذْنَاهُ. مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُونِي، وَأَنْكَرُوا هذَا الْمَوْضِعَ وَبَخَّرُوا فِيهِ لآلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ يَعْرِفُوهَا هُمْ وَلاَ آبَاؤُهُمْ وَلاَ مُلُوكُ يَهُوذَا، وَمَلؤوا هذَا الْمَوْضِعَ مِنْ دَمِ الأَزْكِيَاءِ، وَبَنَوْا مُرْتَفَعَاتٍ لِلْبَعْلِ لِيُحْرِقُوا أَوْلاَدَهُمْ بِالنَّارِ مُحْرَقَاتٍ لِلْبَعْلِ، الَّذِي لَمْ أُوْصِ وَلاَ تَكَلَّمْتُ بِهِ وَلاَ صَعِدَ عَلَى قَلْبِي. لِذلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَلاَ يُدْعَى بَعْدُ هذَا الْمَوْضِعُ تُوفَةَ وَلاَ وَادِي ابْنِ هِنُّومَ، بَلْ وَادِي الْقَتْلِ. وَأَنْقُضُ مَشُورَةَ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ فِي هذَا الْمَوْضِعِ، وَأَجْعَلُهُمْ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ وَبِيَدِ طَالِبِي نُفُوسِهِمْ، وَأَجْعَلُ جُثَثَهُمْ أُكُلاً لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَلِوُحُوشِ الأَرْضِ. وَأَجْعَلُ هذِهِ الْمَدِينَةَ لِلدَّهَشِ وَالصَّفِيرِ. كُلُّ عَابِرٍ بِهَا يَدْهَشُ وَيَصْفِرُ مِنْ أَجْلِ كُلِّ ضَرَبَاتِهَا. (...) ثُمَّ تَكْسِرُ الإِبْرِيقَ أَمَامَ أَعْيُنِ الْقَوْمِ الَّذِينَ يَسِيرُونَ مَعَكَ، وَتَقُولُ لَهُمْ: "هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هكَذَا أَكْسِرُ هذَا الشَّعْبَ وَهذِهِ الْمَدِينَةَ كَمَا يُكْسَرُ وِعَاءُ الْفَخَّارِيِّ بِحَيْثُ لاَ يُمْكِنُ جَبْرُهُ بَعْدُ، وَفِي تُوفَةَ يُدْفَنُونَ حَتَّى لاَ يَكُونَ مَوْضِعٌ لِلدَّفْنِ". وفي العصور الوسطى، كان من أهم من فصلوا في صورة الجحيم أبو العلاء المعري في رسالة الغفران، ومن الغرائب أن مدينته شهدت من الجحيم الأرضي في الزمان الغابر وفي زماننا هذا ما يجل عن تصوير الشاعر العظيم، فأكل الفرنجة فيها لحوم أطفالها وشووهم على أسياخ حسب روايات المؤرخين المعاصرين للحملة الصليبية الأولى. هذا بالطبع، بالإضافة إلى دانتي أليغيري، وجحيمه المخروطية ذات الدوائر التسع، في قعرها إبليس، يقضم رؤوس الخونة، وفي فمه يهوذا الذي باع المسيح بثلاثين فضة. #مع_تميم Tamim Al-Barghouti لمتابعتنا على https://twitter.com/ajplusarabi https://www.facebook.com/ajplusarabi موقعنا: http://ajplus.net/arabi

Comment