MENU

Fun & Interesting

الخوف من الموت -وسواس الموت

Video Not Working? Fix It Now

علاج الخوف من الموت هناك نوعان من الخوف من الموت، الخوف الطبيعي وهذا لا يسبب للانسان حالة نفسية بل بالعكس يؤدي الى تحفيز الإنسان الى العمل الصالح، والعبادة، والابتعاد عن المعاصي، من أجل الفوز بالجنة. أما النوع الاخر من الخوف من الموت فهو الخوف السلبي الذي يسبب للانسان نوبات الهلع، والتوتر والقلق المستمر، ومما قد يؤدي الى الإكتئاب وتعطيل بحياة الشخص الطبيعية، وهذا النوع من الخوف ينقسم الى ثلاثة محاور رئيسية: المحور الاول: الخوف من الفراق أي بمعنى الخوف من الموت بسبب أن الشخص سوف يفارق أهله وعائلته وأصدقاءه، ولكن على الطرف الاخر فسوف يلاقي بعد الموت الاَخرين الذين ماتوا من قبله، فهو اذاً فراق في الدنيا ولكنه لقاء في الاخره، بل أيضاً والأهم من ذلك لقاء الرسل والاَنبياء والشهداء والصديقين، بل والأكثر أهمية من هذا كله لقاء الله عز وجل الخالق الباريء الرحمن الرحيم. المحور الثاني : الخوف من ترك الأبناء لا تخف لأن أبناءك يرعاهم الله من بعدك بل أن أبناءك وحتى وأنت موجود يرعاهم الله، إن الله الرحمن الرحيم والذي وسعت رحمته كل شيء يرحم كل الناس، فلا تقلق عليهم، رزقهم على الله وقد تكون أنت السبب حالياً في رزقهم ولكن بعد مماتك يجعل الله لهم أسباب أخرى للرزق، وبالتالي فإن هذا الأمر يحفزك أكثر لتعمل أكثر وأن تسعى لكي تُوَفّر لأبنائك ما يلزمهم، فالخوف قد يعيق حياتك الطبيعية ويعيق عملك ونشاطك اليومي. لا تخف فقط اعمل المطلوب منك وخذ بالاسباب والنتيجة النهائية من الله، اعقلها وتوكل، عندما تسلم أمرك وأمر عائلتك وأولادك الى الله سوف تشعر بالراحة، لا تخف كل انسان له رزقه مكتوب له. قال تعالى: ( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون) الاية 22 من سورة الذاريات. المحور الثالث: الخوف من سكرات الموت هل عملية الموت وقبض الروح سهلة أم صعبة؟ هل سيكون فيها ألم شديد، خوف، أم ماذا؟ عندما كنت طفلاً سمعت من المعلم ومن الناس عن شدة عذاب القبر وعذاب قبض الروح عند الموت، مما سبب لي الخوف الشديد وحدوث نوبات الهلع التي تصيبني بين الحين والاخر. لا تخف، فهذا ليس لك، هذا العذاب في قبض الروح وعذاب القبر ليس للانسان المؤمن، الموحد لله عز وجل، ليس للمؤمن الذي يعمل الصالحات والمستقيم في كافة أموره بالدنيا. سأذكر لك الدليل القاطع حتى تطمئن: قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) الاية 30 من سورة فصلت. إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا: عليك أن تقول: أشهد أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله، فهذه هي رسالة التوحيد، أن تعبد الله وحده لا شريك له. وعليك أن تستقيم بكافة أعمالك في الدنيا. التوحيد والاستقامة، هذا كل ما في الامر، حتى تفوز بالجنة. تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ: عند لحظة الموت تنزل الملائكة على هذا الشخص أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ : تخبر الملائكة هذا الشخص عند لحظة موته بأن لا يخاف ولا يحزن، والملائكة تبشره بالجنة، إنها أعظم بشرى يسمعها الإنسان في لحظة الموت، يالها من بشرى سارة وفرحة كبرى لا يمكن وصفها من شدة قوتها بالفرحة الكبرى والسعادة الغامرة على قلب الإنسان. اقرأ الاَية السابقة مراراً وتكراراً، كل يوم، كل صباح ومساء حتى يطمئن قلبك ويمتليء بالايمان ويزول عنك الخوف والهلع بإذن الله. المحور الرابع: الخوف من الفناء إنّ غريزة الإنسان هي حب الخلود والخوف من الفناء والاَنتهاء، لا تخف، لا يوجد فناء ولا انتهاء للإنسان، فالموت هو مرحلة انتقالية من الدنيا الى البرزخ ثم الى الاَخرة، الروح باقية ونعمة الخلود هي هبة من الله عز وجل للانسان. المحور الخامس: الخوف من المجهول ماذا سوف يحصل بعد الموت؟ ماذا سوف نجد؟ العذاب؟ القبر؟ الظلام؟ المجهول؟ إنّ الإنسان بطبيعته يخاف المجهول، وهذا شيء غريزي وطبيعي. أقول لك لا تخف، لا يوجد مجهول كما تعتقد، وانما كل شيء معلوم ومعروف، المؤمن يعرف أنه سيكون مصيره الجنة بعد الموت، وأنه سيلاقي الله عز وجل، والاَنبياء، والشهداء، والصالحين، فكن أنت من المؤمنين الصالحين. جاء في الحديث الصحيح: (أن روح المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة)، روح المؤمن يجعلها الله طائراً يُعلّق في شجر الجنة ويأكل من ثمارها، حتى يعيدها الله إلى جسده، وهذا فضل عظيم. قال تعالى: " ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ * نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيم)، سورة الحجر الايات 45-49 . وهذا ما وعد الله عباده المؤمنين، إنَّما وعدُ اللهِ حق، والله تعالى أعلم.

Comment