MENU

Fun & Interesting

الدكتور حسن أحجيج - الدين ونظرية المعرفة عند دوركهايم: قراءة معاصرة

Mominoun WithoutBorders 20,515 11 years ago
Video Not Working? Fix It Now

في إطار أنشطته العلمية والأكاديمية، نظم قسم الدراسات الحداثية للدين في مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" ندوة علمية تحت عنوان "الدين والتدين: مقاربات معرفية في الأنماط الاجتماعية للدين"، وذلك يومي السبت والأحد الموافقين لـ 5 و 6 أكتوبر 2013. جاءت المحاضرة الثانية تحت عنوان: الدين ونظرية المعرفة عند دوركهايم: قراءة معاصرة، ألقاها الدكتور حسن أحجيج، مترجم وباحث في إبستمولوجيا العلوم الاجتماعية- الرباط، محاولا الإجابة على الأسئلة المتعلقة بنشأة مقولات الإدراك. وللإجابة عن هذا السؤال المحوري، مال المحاضر إلى نشأة المعرفة البشرية، حيث أوضح أن نظرية المعرفة عرفت سيادة مدرستين أساسيتين: المدرسة العقلية والمدرسة التجريبية؛ فالأولى تعيد مصدر المعرفة البشرية إلى شروط قبلية سابقة على التجربة، وتجعل من مقولات الفكر شروطا سابقة منطقيا على كل تجربة، كما هو الحال عند إيمانويل كانط، بينما تعيد الثانية المعرفة البشرية إلى التجربة، وتجعل من هذه الأخيرة شرطا سابقا على نشأة مقولات الفهم لدى الكائن البشري، كما يتضح ذلك لدى دافيد هيوم وأتباعه، لولا أن إيميل دوركهايم يرفض التصورين معا، ويقدم بديلا عنهما في كتابه الأشكال الأولية للحياة الدينية، حيث حاول أن يبرهن على عجز المذهبين القبلي والتجريبي على تقديم أي برهان تجريبي على صدق مقولات الفهم، مبينا فشلهما في تقديم تفسير تجريبي للطابع الكوني والضروري والعام لتلك المقولات. وبالمقابل، يحاجج دوركهايم أن الممارسة الجماعية للطقوس الطوطمية هي التي تنبثق منها "الأفكار العامة"؛ أي مقولات الفكر، مبرهنًا على أن الصدق التجريبي لهذه المقولات يجد مبدأه في الإنجاز المشترك للطقس الديني الذي يولد مجموعة من الانفعالات المشتركة، والمشاعر الجماعية التي يميزها دوركهايم عن الأفكار أو الانطباعات الحسية. من خلال شرح عملية إنتاج التمثلات الجمعية، وتوضيح الكيفية التي برهن بها دوركهايم على "خاصية القوة التوليدية للدين" في كتابه الأشكال الأولية للحياة الدينية؛ بمعنى أن المقولات يتم إنتاجها في التفاعل الاجتماعي، أو على وجه الدقة في الممارسة الطقوسية، أو ما سماه بالممارسات الدينية للجماعات الطوطمية. ومن خلال إقحام "القوى الأخلاقية" بين المشاركين في الطقس الديني، أجاب المحاضر عن الإشكال "كيف يمكن لمجموعة من الأفراد بمرجعيات مختلفة أن ينتجوا نفس التمثل ويعيشوا به؟"

Comment