عرف صالون جدل للفكر والثقافة حضور مجموعة من الباحثين والأكاديميين، من أجل مناقشة وتدارس أحد المواضيع الجوهرية في العلوم المؤسسة للثقافة الإسلامية وللأحكام الفقهية، ألا وهو أصول الفقه. وذلك في يوم علمي تحت عنوان:"علم أصول الفقه وسؤال التجديد"، والذي نُظم يوم السبت الموافق لـ 11نونبر2013 في مقر مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث.
أكدت مداخلة الأستاذ أبو الطيب مولود السريري والمعنونة بـ "معنى تجديد علم أصول الفقه" من بدايتها إلى نهايتها، على أن تجديد الأمور الدينية، ومنها تجديد العلوم الشرعية لا يمكن أن ينصرف معناه إلا إلى إحيائها في النفوس والعقول، حتى تصير ملكات قائمة بها، وإنما لا يتأتى في هذا الشأن غير هذا لثبوته على حالة مخصوصة منقولة معينة، وإذا تقرر هذا، فإن تجديد علم أصول الفقه حده هو تكوين طلبة العلوم الشرعية إلى سبب يوصلهم إلى كسب الملكة الأصولية التي تتجلى في القدرة على التصرف في بناء المسائل في هذا العلم، وفي معرفة السبل الموصلة إلى ذلك، وفي التقويم للآراء والأقوال فيه، حيثيكونون على سنن من قال قبلهمفي هذا الشأن. أما ما يساق في هذا الموضوع من أن الواقع قد تغير، وأن الحياة قد اكتست أصولا جديدة، وذلك فالناس قد صاروا في أحوال جديدة، تقتضي تجديد هذا العلم ليكون على وفق، فإنها دعوة لا ترد على هذا العلم على وجه الخصوص؛ فموردها علم الفقه؛ أي تنزيله، إذ هو الذي له علاقة بأحوال المكلفين وأعمالهم، وهو الذي تتأثر صوره في التنزيل بهذه التغييرات النفسية والاجتماعية؛ فالفقه هو الذي يجب أن يكون موافقا لما يحقق مقاصد الشريعة، وما يثبت عليه من التزكية للنفوس ورفع الحرج والضيق عن الناس، واختيار الأولى بأحوالهم بمعيار الوسطية الإسلامية الذي يحقق انتظام أحوال العالم على سداد.