لا تستوفي التعاريف المدرسية والمعجمية الفلسفة حقها في المدلول الذي يرتحل بارتحال المفاهيم وتجدُّد الموضوعات. نُدرك حجم التحوُّل الدَّلالي الذي يطرأ على الفلسفة بتغيُّر الموضوعات والأزمنة. ما كان موضوعًا ثابتًا للفلسفة في الفترة القديمة، كثنائية الجسد والنفس والألوهية والخلود لم يعد له اهتمام بارز، أو على الأقل اختلفت طبيعة الاهتمام التي لم تعُد مدرسية ولا مثالية تسعى نحو «مَثَلٍ أعلى» من التَّفكير والسُّلوك، بل أضحت واقعية، ساعدتها الدَّعائم الأخرى في التفلسف كالجريدة والتَّلفزة عبر النقاشات والحلقات، وأمام تحدِّيات جديدة لم تشهدها الفترة القديمة كظاهرة العولمة والتقنية والذكاء الاصطناعي.