المرجع والمفكر الإسلامي
آية الله السيد كمال الحيدري
عنوان الدرس : تعارض الأدلة (221)
يعني كلما قلت من دون الله، يعني تريد أن تثبت الاستقلال، الربوبية، عدم الحاجة، عدم الفقر، ومن هنا قلنا أنتم ترجعون إلى القرآن تجدون القرآن من أوله إلى آخره إشارة إلى هذه النكتة، في سورة البقرة الآية مئة وسبعة {قال ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير}، يعني أن يكون لكم ولي ورب غيري، لا أنه كان ولي من قبلي جعلته عليكم ولياً، وإلا إذا أتخذنا جعلنا من دون الله من ولي ماذا نفعل في قوله تعالى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}، هناك أثبت الولاية لمن؟ لغير الله، فيه محذور أو لا يوجد؟ لا يوجد، لماذا؟ لأن تلك الولاية من دون الله، أو بجعل الله؟ والآية تنفي، لا يوجد من دون الله، لا أنه لا يوجد بجعل الله، وإلا صريحاً الولاية، وهذه هي مشكلة الوهابية، هذه هي مشكلة السلفية، هذه هي مشكلة ابن تيمية، كل ثقافتهم قائمة على هذا، يقولون انظروا هؤلاء اتخذوا أولياء من دون الله، هذه موجودة أولياء من دون الله {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً} تعالوا إلى الآية (64) من سورة آل عمران قال {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله} تعالوا إلى الآية (79) من سورة آل عمران قال {قال ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكمة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله} تعالوا إلى الآية (119) من سورة النساء قال تعالى: {ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله} تعالوا إلى الآية (173) من سورة النساء، قال تعالى: {وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذاباً أليماً ولا يجدون لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً}، أما بإذن الله يوجد نصير أو لا يوجد؟ نعم.
تعالوا معنا إلى الآية (56) من سورة الأنعام، قال تعالى: {قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله}، إذاً نفس هذه الآيات ليست دليلاً على أن فعلنا ثم من دون يعني جعلهم أرباباً.
وهكذا أعزّائي راجعوا الأنعام (108) الأعراف (37) الأعراف (194) التوبة (31) يونس (18) إلى عشرات الآيات القرآنية، في سورة الأعراف (30) قال {قل أمر ربي فريقاً وفريقاً حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله} إذاً لا ينبغي اتخاذ أولياء من دون الله، ونسي قوله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول}