"الوظيفة الشاذلية بصوت الشيخ محمد عبد الباعث الكتاني | خشوع يأخذك لعالم الروح"
الوظيفة الشاذلية
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
اللهم صلّ وسلم بجميع الشئون في الظهور والبطون على من منه انشقت الأسرار الكامنة في ذاته العلية ظهوراً . وانفلقت الأنوار المنطوية في سماء صفاته السنية بدوراً . وفيه ارتقت الحقائق منه إليه . وتنزلت علوم آدم به فيه عليه فأعجز كلاًَ من الخلائق فهم ما أودع من السر فيه . وله تضاءلت الفهوم وكلٌ عجزه يكفيه . فذلك السر المصون لم يدركه منا سابق في وجوده . ولا يبلغه لاحق على سوابق شهوده ، فأَعْظِمْ به من نبي رياض الملك والملكوت بزهر جماله الزاهر مونقة ، وحياض معالم الجبروت بفيض أنوار سره الباهر متدفقة ، ولا شئ إلا وهو به منوط ، وبسره الساري محوط ، إذ لولا الواسطة في كل صعود وهبوط لذهب كما قيل الموسوط ، صلاة تليق بك منك إليه ، وتتوارد بتوارد الخلق الجديد والفيض المديد عليه ، وسلاماً يجارى هذه الصلاة فيضه وفضله كما هو أهله ، وعلى آله شموس سماء العلا وأصحابه والتابعين ومن تلا ، اللهم انه سرك الجامع لكل الأسرار ، ونورك الواسع لجميع الأنوار ، ودليلك الدال بك عليك ، وقائد ركب عوالمك إليك وحجابك الأعظم القائم لك بين يديك ، فلا يصل واصل إلا إلى حضرته المانعة ولا يهتدي حائر إلا بأنواره اللامعة ، اللهم ألحقني بنسبه الروحي ، وحققنى بحسبه السبوحى ، وعرفني إياه معرفة أشهد بها محياه ، وأصير بها مجلاه ، كما يحبه ويرضاه ، وأسلم بها من ورود موارد الجهل بعوارفه ، وأكرع بها من موارد الفضل بمعارفه ، واحملني على نجائب لطفك وركائب حنانك وعطفك ، وسر بي في سبيله القويم وصراطه المستقيم ، إلى حضرته المتصلة بحضرتك القدسية المتبلجة بتجليات محاسنه الأنسية حملاً محفوفاً بجنود نُصرتك مصحوبا بعوالم أُسرتك واقذف بي على الباطل بأنواعه في جميع بقاعه ، فادمغه بالحق على الوجه الأحق ، وزج بي في بحار الأحدية المحيطة بكل مركبة وبسيطة وانشلني من أوحال التوحيد إلى فضاء التفريد ، المنزه عن الإطلاق والتقييد وأغرقني في عين بحر الوحدة شهوداً ، حتى لا أرى ولا أسمع ولا أجد ولا أحس إلا بها نزولاً وصعوداً ، كما هو كذلك لن يزال وجودا واجعل اللهم ذلك لديه ممدوحاً وعندك محموداً ، واجعل اللهم الحجاب الأعظم حياة روحي كشفاً وعيانا ، إذ الأمر كذلك رحمة منك وحناناً ، واجعل اللهم روحه سر حقيقتى ذوقاً وحالاً ، وحقيقته جامع عوالمي في مجامع معالمي حالاً ومآلا ، وحققنى بذلك على ما هنالك بتحقيق الحق الأول والآخر والظاهر والباطن ، يا أول فليس قبلك شيء ، يا آخر فليس بعدك شيء ، ياظاهر فليس فوقك شيء ، ياباطن فليس دونك شيء ، اسمع ندائي في بقائي وفنائي ، بما سمعت به نداء عبدك زكريا ، واجعلني عنك راضياً وعندك مرضيا ، وانصرني بك لك على عوالم الجن والإنس والملك ، وأيدني بك لك بتأييد من سلك فملك ومن ملك فسلك ، وأجمع بيني وبينك وأزل عن العين غينك وحل بيني وبين غيرك ، واجعلني من أئمة خيرك وميرك ، الله الله الله . الله منه بدأ الأمر ، الله إليه الأمر يعود ، الله واجب الوجود ، وما سواه مفقود . إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ، في كل اقتراب وابتعاد وانتهاض واقتعاد ، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا ، واجعلنا ممن اهتدى بك فهدى ، حتى لا يقع منا نظر إلا عليك ولا يسير بنا وطر إلا إليك ، وسر بنا في معارج مدارج إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ، اللهم فصل وسلم منا عليه أفضل الصلاة وأكمل التسليم ،.