ارتفاع كبير مفاجئ لأعداد القميري آخر سنتين! "خبر جديد" - يزداد صيد طير القمري المهاجر في دول عربية
هذا الفيديو يقدم خبرا جديدا، يكشف عن ارتفاع كبير ومفاجئ في أعداد طيور القمري المهاجر أو القميري الذي يعيش في طبيعته الفطرية؛ حيث بلغت الزيادة 25٪ خلال سنتين فقط. وهذا سيلفت انتباه ويفاجئ الكثير من المتخصصين والمهتمين بالطيور المهاجرة، وأيضا العديد من هواة الصيد بدول في قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا، لا سيما أن هذا القمري يحتل مرتبة متقدمة عندهم.
هذا الطير الوديع الجميل كان قد تم إدراجه في القائمة الحمراء لدى IUCN في أغسطس عام 2015م تحت تصنيف معرض للانقراض بسبب التناقص الحاد المستمر في أعداده التي تعيش في الحياة البرية في دول انتشاره الرئيسية،
هذا الخبر أو التقرير "الذي وضعت في الفيديو مصدرين من مصادره" جديد نُشر في أغسطس عام 2024م استنادا على دراسة أجراها مجموعة من العلماء المتخصصين لصالح المفوضية الأوروبية. وتعني هذه النسبة 25٪ زيادة 400000 "أربعمائة ألف" زوجا من القمري في دول أوروبا الغربية بحسب ما جاء في التقرير والدراسة.
هذه الزيادة الكبيرة والمفاجئة حدثت في عامين في أوروبا الغربية، ويعود سببها إلى حظر صيد القمري في ثلاث دول هي فرنسا وأسبانيا والبرتغال. وذكر التقرير أنه كان يُصاد قبل عام 2018م مليون قمرية سنويا في الدول الثلاث التي حظرت صيد القمري منذ عام 2021 وسيستمر الحظر في عام 2024.
إن هذا الارتفاع في الأعداد يعني زيادة متوقعة في طيور القمري في دول عربية في القارة الأفريقية وهي السودان ومصر والمغرب والجزائر وليبيا عندما تعبر موسميا أسراب القمري مهاجرة من أوروبا باتجاه وسط قارة أفريقيا في رحلة هجرة الطيور الموسمية من أوروبا إلى أفريقيا.
في السعودية تمنع بيانات تنظيم الصيد الصادرة عن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية صيد القمري منذ عام 2021.
وتعد بريطانيا أكثر الدول اهتماما بالحفاظ على القمري حتى أن منظمات فيها تتبعت هجرتها وذلك بأسر أعداد منها وتثبيت أجهزة صغيرة على أجسامها من أجل التتبع عبر الأقمار الصناعية، وبعد إطلاقها تم الكشف عن حقائق مدهشة حيث تبين أن واحدة من القمريات هاجرت من بريطانيا إلى أفريقيا متجاوزة البحار ثم عادت إلى نفس المنطقة التي هاجرت منها في رحلة قطعت فيها 11000 كيلومتر، وتصل المسافة التي تقطعها في الهجرة والتنقل للغذاء والراحة بين 500 إلى 700 كم يوميا، وتطير بمعدل سرعة 60كم في الساعة.
والحقيقة أن الطيور المهاجرة بشكل عام تطير ليلا ونهارا، وقد وهبها الله سبحانه القدرة على تحديد مساراتها مستدلة بالشمس والقمر والنجوم وقدرات أخرى تجعلها لا تخطئ في الاتجاه.
تهاجر أسراب طيور القمري المستقرة في دول بأوروبا وآسيا سنويا في موسم ثابت خلال أواخر شهر أغسطس مع سبتمبر راحلة إلى الجنوب لتمضي الشتاء في أفريقيا ثم تعود في رحلة عكسية لتبقى خلال الربيع وأشهر من الصيف في مواطن تفريخها الأوروبية والآسيوية، وتتركز رحلة العودة في شهر أبريل وأوائل مايو.
وفي الرحلتين تعبر طيور القمري العديد من السواحل والمناطق البرية خاصة ذات الأشجار في دول عربية، ومنها السعودية ودول الخليج العربي، وتبقى فيها بين أيام وأسابيع، وتكون هدفا للصيد. وكان صيدها في السعودية يأخذ الاهتمام الأكبر بل المرتبة الأولى لدى هواة صيد الطيور المهاجرة.
إن طير القمري
European Turtle-dove
واسمه العلمي
Streptopelia turtur
من الطيور المقيمة المفرخة في السعودية لكن بأعداد ومواقع محدودة جدا، وكذلك في دول عربية أخرى.
ويفرخ القمري في الطبيعة خلال فصل الربيع مع أشهر من الصيف، ويضع في الغالب خلال هذه الفترة ثلاث حضنات وقد تزيد واحدة أو اثنتين.. وفي كل حضنة ينتج الزوجان فرخين ومن النادر ثلاثة. وتبقى الأفراخ تحت رعاية الأبوين مدة ثلاثة أسابيع تقريبا حتى تبلغ مرحلة الطيران وتستقل بنفسها.
وتغذي طيور القمري أفراخها بمادة سائلة متخثرة تخرجها من جوفها لتطعم بها صغارها بوضع المنقار في مناقير الأفراخ وحقنها بهذا الغذاء، لكن القمري الذي بلغ مرحلة الطيران يعتمد في غذائه في الأساس على البذور.
وقد ذكرت دراسات بحثت في أسباب تناقص القمري وأكدت على أن التغير في نمط الزراعة في أوروبا؛ وهي من أهم موائل تفريخ القمري، أدى إلى انحسار نباتات طبيعة تنتج البذور. وبالتالي تناق غذاء القمري في الطبيعة، وأدى انحسار الغذاء إلى تناقص في معدلات الانتاج من الأفراخ.
في مواسم تزاوج الطيور البرية يُنتج بعض أنواعها انتاجا غزيرا باعتبار أن ذكرا واحدا يكفي مجموعة إناث، فبعد التلقيح تتولى كل أنثى حضن البيض ورعاية الصغار. أما طيور القمري فهي احادية التزاوج أي أن الذكر يقترن بأنثى واحدة فقط ولا يفترق الزوجان في الموسم، ويتناوبان في رعاية الصغار،
وقد يكون ذلك من العوامل التي تجعل القمري أقل في الإنتاج من طيور برية أخرى.
ويعرض الفيديو مشاهد لسلوك غزل ذكر القمري والتودد والتقرب إلى الأنثى.
على أي حال تبقى مشكلة تناقص القمري وغيره من الطيور والأحياء المرغوبة للصيد في شد وجذب ببن اتجاهين متضادين، الأول من جمعيات أو هواة صيد يرون أن من حقهم ممارسة صيد الطيور المهاجرة لا سيما إذا كانت الهواية موروثا تقليديا ومتنفسا لفئات محددة وفق إطار لا ضرر ولا ضرار. والاتجاه الآخر من منظمات معنية بالحفاظ على الأحياء الفطرية تسعى إلى وضع اجراءات تحد من تأثير العوامل المتسببة في التناقص بما فيها الصيد غير المنظم ولهذا تلجأ بعض تلك المنظمات إلى أسهل الحلول وهو (المنع التام).
وكانت مناطق برية واسعة بالسعودية تعتبر أماكن للصيد مثل الصمان، ووادي العصل أو الأعصل، ووادي الشوكي، ووادي غيلانة وروافده الممتدة في منطقة العرمة، وشعيب رماح والرمحية، وروضة التنهاة، ومناطق أخرى وأودية محاذية لسواحل السعودية الغربية، ووادي الباطن في شماليها الشرقي، والحجرة، والعديد من الأودية معظمها صار في نطاق محميات مثل محمية الملك عبدالعزيز الملكية، ومحمية الملك سلمان الملكية، ومحمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، ومحمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية. والمعروف أن الصيد ممنوع في جميع المناطق المحمية بالسعودية.
قناة محمد اليوسفي