التحليل النفسي للفن عند فرويد : دوستويفسكي وليوناردو دافنشي
يعتبر فرويد الاب المؤسس التحليل النفسي الذي ركز على اكتشاف عمق الطبيعة البشرية والغوص في تفاصيلها، من اجل اكتشاف عقد الانسان المكبوتة وحلّها، وبذلك حلّ العقد النفسية الكبرى.
وقد حاول تفسير كل الانفعالات والانتاجات النفسية على اساس التحليل النفسي، ومنها الفن. فقد حاول ان يحلل الحالة النفسية للفنانين العباقرة الكبار من مثل دوستويفسكي وليوناردو دافنشي.
تعرف نظرية فرويد في اعادتها السبب للافعال البشرية للجنس وللعقدة الاولى وهي عقدة اوديب.
فلم يوفر الفنانين من هذه النظرة، فعندما تطرق الى الفنان ليوناردو دافنشي، الذي عاش في القرن السادس عشر، وعرف كفنان ومهندس وعالم، وكان موضع اعجاب كبير من قبل معاصريه.
بالرغم من انه كان يبدو رجلا غامضا، لكنه الرحل الذي اتحد به الطبيعة والفن
يجرؤ فرويد على القول بان هناك دافعا جنسيا وراء العمل الإبداعي لدى دافنشي، فقد استطاع دافنشي ان يحول العقد الجنسية المكبوتة الى طاقات اخرى عبر الاعلاء والتسامي sublimation.
بينما يحاول فرويد ان يفسر حالة دوستويفسكي، بالبدء في فصله بالقول أنّ بإمكاننا تمييز شخصيته الفنية الخصبة بناءً على أربع سمات هي؛ الفنان المبدع والإنسان الأخلاقيّ والعصابيّ والآثم.
لقد كان معروفا على اي حال ان دوستويفسكي مان يعاني من الصرع، يعتقد فرويد بأنّ دوستويفسكي كان "يعتبر نفسه مصابًا بالصرع، كما أنّ الناس كانوا يرونه كذلك نظرّا لنوبات الصرع الحادة التي كانت تأتيه مصحوبةً بغياب الشعور أو الوعي، إضافةً إلى تصلبات عضلية يتبعها هبوط. وبناءً على ذلك ووفقًا لفرويد، فإنّ ما كان يُسمّة صرعًا عند دوستويفسكي، لم يكن إلّا عرَضًا من أعراض مرضه العصابيّ، وبالتالي يمكن أنْ يشخّص تبعًا لذلك بأنه عصابٌ هستيريّ، أي هستيريا حادة.
ويستفيض فرويد في كتابه بأنّ هذا النوع من النوبات تصبح له قيمة العقاب بالتدريج، ما يعني أنّ صاحب النوبة يكون في الأصل راغبًا في موت شخص آخر، ليصل به الأمر إلى الرغبة في أن يكون هو نفسه هذا الشخص، وبالتالي تكون نوبة الصرع تلك هي عقاب للذات على رغبة الموت الموجهة ضدّ شخصٍ آخر، غالبًا ما يكون الأب المكروه.
ونظرًا لأنّ فرويد يرى أنّ جريمة قتل الأب هي الجريمة الأولي في البشرية، ينتقل من هذه النقطة إلى عقدة أوديب التي أسقطها على رواية "الأخوة كارامازوف"، حيث يتمنى بطل دوستويفسكي ان يقتل اباه لكرهه له، لكنه يصاب بتأنيب ضمير يعد قتل والده على يد اخاه الاخر.
فيعتبر فرويد لن هذه الرواية هي نوع من الاسقاط لرغبات وهواجس دوستويفسكي.
أما في القسم الثاني من تلك المقالة، فقد حلّل فرويد القمار الذي كان متعارفًا عليه في عدد من روايات دوستويفسكي لا سيّما روايته "المقامر، على أنه "طريقة أخرى لمعاقبة الذات"، وقد استمدّ ذلك من تحليله لدوستويفسكي نفسه، والذي كان مهووسًا بالمقامرة في فترةٍ من حياته.
مواضيع الفيديو:
0:00 التحليل النفسي الفرويدي
1:48 ليوناردو دافنشي في التحليل النفسي
4:24 دوستويفسكي في التحليل النفسي
7:35 خاتمة