أنفقت باليمنى من الأنهارِ
ما ليس تعلم يا خليج يساري
أنفقت من عيني الندية عبرة
تكفيك يا أملي لوأد النارِ !
. .
ليس الخليج ببقعة مائية
أو بئر نفط أو سجل عقارِ
ليس الخليج مجامعا سكنية
من عرعر حتى جبال ظفار
إن الخليج هو التقاء دمائنا
في ساحلٍ من لؤلؤ ومحارِ
إن الخليج هو انصهار قلوبنا
عن ظلمة الدنيا بنورِ الغارِ ..
وخليجنا العربي أوسع رحمة
من روحنا في لحظة استغفار
أستغفر الرحمن. من تفريقنا
بين المهاجر فيه والأنصاري
. .
عرَق تبخر من جبين شعوبنا
صعد السماء وعاد بالأمطارِ
فاهتز طلعُ محبة بيدي أولي
الأيدي وفي عيني أولي الأبصارِ
بزغت هنالك نخلةً.. بل واحة
تسع النخيل الست ذات نهارِ
هم بادروها بالصلاة وبالرؤى
هم جابر مع زايد المغوارِ ..
مع خالد وخليفة لم ينثني
عيسى وقابوسٌ. ورُب بِدارِ !
بالحب والإيمان يخترق الذي
تغشاه ألفُ غشاوةٍ وجدارِ !!
فوق الصدور نما الخليج حدائقا
مذ كان فوق الأرض محضَ صحاري !
. .
كانت مشاعرنا نداءً أولاً
ونداؤنا الثاني من الأسفارِ:
ما إن نزلت إلى المطار يشدني
في المنفذ الخالي من الزوّارِ
"لمواطني دول الخليج" تقول لي
وسط الزحام: تعال يا ابن الدارِ
واختم جوازك. فالجواز وثيقة
للروح والتاريخ والآثارِ ..
قالت: بحفظ الله. قلت: بحفظه
ما دام مجلسنا بحفظ الباري
ما كنت أشعر والوثيقة في يدي
أني سأشتم ذات يومٍ جاري
ما كنت أشعر والأمان يحيطني
مثل الخليج .. بحاجتي لفِرارِ
ما كنت أشعر في المطار بأنني
سافرت أصلا. فالمطار مطاري !
ف(أنا الخليجي) يا نوال وإن
أوردتي إذا غنيتها أوتاري ..
ورضعت أغنية الخليج وما سئمت
من ارتحالي خلف ذاك الساري
ما كنت أدخر الدفاع عن الحقيقة.
والشعارُ من الحقيقة عارِ !!
ما كنت يا قابوس أشعر جيدا
أني أحبك .. فوق كل شعارِ ..
. .
أنا لست يا قابوس شاعر سلطةٍ
أو بوق طاغيةٍ أو استثماري
لكن أحبك لا مجرد طاعة
لولي أمر مسلم مختارِ
مقدار ما يُرضي الملوك من الهوان
رضاك فيه معزة الأحرارِ !
وملامة المتصالحين مع الشتات
وأنت تدعوهم إلى استقرارِ
. .
وأنا عماني الهوى وعمومتي
في كل عامرةٍ وكل ديارِ
وأنا الكمالي الغني عن الرياء
أنا ابن أهل العدل في الأمصارِ
. .
يا من نكأتَ الجرح بعد مخيطه
أغرقت نفسك في النزيف الجاري
وصنعت من خشب الكلام سفينةً
وشرَبت من بحر الظلام مَجاري
هل تأخذ الأخلاق من قرآننا
أم أنت تأخذها من الأخبارِ؟
هبني سعوديا وليست أمه
قطرية .. يا مبعد الأقطار
هبني إماراتية شرقية
ليست لها صلة بأهل صحارِ
هبني كويتيا ويسكن جده
غير المنامةِ .. يا غريب الدارِ
يا مفتي الجارين أن يتقاطعا
والله يأمرنا بحسن جوارِ !
"ثوب الرياء يشف عما تحته
فإذا التحفت به فإنك عارِ" !
. .
قابوس. يا وجها يطمئن أمة
هلا أجبت أبي على استفساري
وإذا سألت فإنني متعلق
في قشّةٍ بالبحرِ .. أو مسمارِ
هل ما تبقى من مياه خليجنا
يا سيدي. يكفي لوأد النارِ ؟
. .
يوسف الكمالي