مخطوط نادر فيه خفايا وارشادات ابو الحسن الشاذلى للمريدين الوصول للانوار الالهية
أبو الحسن الشاذلي الشيخ الإمام، الزاهد، حجة الصوفية، وعَلَم المهتدين، زين العارفين، أستاذ الأكابر، والمنفرد في زمنه بالمعارف اللدنية ، والعالم بالله والدال على الله،
هو تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الله الذي ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. ولقد عاش سنوات عمره مثالا للشيخ العالم الصوفي الحق الشاذلي. توفي وهو في طريقة إلى الحج
ومما قاله الرحالة ابن بطوطة : { أخبرني الشيخ ياقوت العرش عن شيخه الشيخ أبي العباس المرسي رضي الله عنهم أن أبا الحسن الشاذلي، كان يحج كل سنة فلما كان فى آخر سنة خرج فيها قال لخادمه إصطحب فأسا وقفة وحنوطا، فقال له الخادم : ولماذا ياسيدى؟ فقال : في حميثرا سوف ترى،
وحميثرا بصعيد مصر بالقرب من (أسوان) فلما بلغ حميثرا اغتسل الشيخ أبو الحسن الشاذلي وصلى ركعتين وفى آخر سجدة من صلاته انتقل إلى جوار ربه ودفن هناك }.
📗 يقول سيدي أبو الحسن الشاذلي ( رضي الله عنه ) :
كنت مريضاً فى القيروان فرأيت سيدنا النبي ﷺ (في المنام)
فقال لي : طهّر ثيابك من الدنس تحظَ بمدد الله فى كل نفس، فقلت : وما ثيابي يا رسول الله ؟
فقال: إن الله عز وجل كساك : حُلة المعرفة، ثم حُلة المحبة، ثم حُلة الإيمان، ثم حُلة التوحيد، ثم حُلة الإسلام.
فمن عرف الله صغر لديه كل شئ، ومن أحب الله هان عليه كل شئ، ومن وحد الله لم يشرك به شيئاً، ومن آمن بالله أمن من كل شيء، ومن أسلم لله قل ما يعصيه، وإن عصاه اعتذر إليه، وإن اعتذر إليه قبل عُذره.
💠قال سيدي أبو الحسن : ففهمت عند ذلك معنى قوله تعالى :
( وَثِيَابَكَ فَطَهِّر )‼️
📗 قال الشيخ ابو الحسن الشاذلي ( احترت في هذا الحديث [ قال ﷺ
: " إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة ".
الغين ؛ يعني الغطاء او الستارة.
يقول : فرأيت النبي ﷺ في المنام فقال لي : غين الأنوار لا غين الأغيار يا مبارك "
الغين الذي يأتي على قلوبنا هو غين الدنيا والشهوات والحظوظ والأهواء.
لكن عند رسول الله ﷺ كان في كل نفس يرتقي مع الله فكلما إرتقى إلى مقام يرى أن المقام الذي كان فيه حجاب عن حضرة الله فيتوب إلى الله عز وجل من هذا المقام. لكن لا يتوب من ذنوب لأنه لا يوجد له ذنوب أصلا.
من أقوال سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه :
🌹 عنوان الطريق الأدب. من لا أدب له لا سير له.
ما نال من نال إلا بالأدب وما حرم من حرم إلا بترك الأدب.
🌹 لا يمكن أن تتعرف على الله إلا من باب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن تتعرف على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من باب الأدب مع وارثه.
🌹 عليك بالإستغفار وإن لم يكن هناك ذنب، واعتبر باستغفار النبي صلى الله عليه وسلم بعد البشارة واليقين بمغفرة ما تقدم من ذنبه، وما تأخر هذا في معصوم لم يقترف ذنباً قط وتقدس عن ذلك فما ظنك بمن لا يخلو عن العيب، والذنب في وقت من الأوقات.
🌹 لا يكمل عالم في مقام العلم حتى يبتلى بأربع : شماتة الأعداء وملامة الأصدقاء وطعن الجهال وحسد العلماء، فإن صبر جعله الله إماماً يقتدى به.
🌹 أربع لا ينفع معهم علم، حب الدنيا، ونسيان الآخرة، وخوف الفقر وخوف الناس.
🌹 للنفس حق وحظ فأعطهاحقها ولا تعطها حظها.
🌹 من لم يستيقظ للتهجد لم يسلك بعد في طريق أهل الله.
🌹 ( اتقاكم إلى الله أبعدكم عن محارمه) أي ليس أكثركم طاعات بل أقلكم معاصي.
🌹 مقياس الإستفادة في سيرك إلى الله عز وجل مقدار خشوعك وحضورك في الصلاة.
🌹 وقال رضي الله عنه لله رجالا : مَحَقَ أوصافهم بأوصافه، وفسخ عقائدهم بأنواره، وأبطل عزيمتهم بإرادته، وأغناهم برحيميته عن رحمته، واصطفاهم لمناجاته وبث فيهم من أسراره تعالى.
🌹 قال : من وقف علي بابنا، اصطفيناه .....
ومن اصطفيناه، صفيناه ...... ومن صفيناه، شفيناه ......
ومن شفيناه، وقف على باب مولاه، { لا يرى إلا مولاه }.
🌹 أسباب القبض في النفس ثلاثة :ذنب أحدثته أو دنيا ذهبت عنك أو شخص يؤذيك في نفسك أو عرضك.
فإن كنت أذنبت فاستغفر. وإن ذهبت عنك الدنيا فارجع إلى ربك. وإن كنت ظلمت فاصبر واحتمل وهذا دواؤك.
وإن لم يطلعك الله تعالى على سبب القبض فاسكن تحت جريان الأقدار فإنها سحابة سائرة.