الخير له طريق واحد مستقيم.. والشر له طرق كثيرة بعضها ملتوية.. لذلك كثيرًا ما ينجح الشر. لان الطريق أمامه سهل ومتشعب , من اجل هذا قد يحتج البعض قائلًا: لماذا ينجح طريق الأشرار؟! , اطمئن كل الغادرين غدرًا!! ولكنه نجاح إلى حين، ولا يستمر.. كما أن النجاح الحقيقي هو في انتشار الخير وباستخدام الحكمة بطريقة بارة تريح الضمير وترضى الله القدوس.
الحكمة الحقيقية هي في عمل الخير والخير أمامه أربع أنواع: عمل هو خير واضح وعمل هو شر واضح. والاختيار بينهما لا يحتاج إلى حكمة لسهولة التمييز.
أما النوع الثالث فهو الذي يحتار أمامه الفكر: أهو خطأ أم صواب؟ أو يحتار أمام نتيجته أو وسيلته!
وهذا النوع بلا شك يحتاج إلى حكمة وتمييز أو على الأقل يحتاج إلى مشورة صالحة والى كلمة منفعة تنير الطريق أمامه، وهنا تقتضى الحكمة الاعتماد على الآباء الروحيين وعلى المرشدين والحكماء.
والنوع الرابع الذي يحتاج إلى حكمة وتمييز فهو التفضيل بين طريقين سليمين لا يدرى الضمير أيهما أصلح؟
كل من الأمرين خير في ذاته ولكن أيهما أكثر خيرًا؟ أو أيهما أكثر مناسبة لهذا الشخص بالذات؟ وكثيرًا ما يحدث هذا في اختيار شريك الحياة "في الزواج" أو اختيار نوع التعليم أو نوع الوظيفة أو التفضيل بين العمل الحر أو التوظيف.. وما أشبه ذلك.
أي الأمور هو الأفضل والإنسان في مفترق الطرق؟
الأمر يحتاج إلى حكمة والى تباطؤ ريثما تتضح الأمور، ويفحص الشخص ذاته وريثما يسمع صوت الله في قلبه أو صوت الله على أفواه مرشديه، يحتاج الأمر إلى حكمة الشخص نفسه، أو حكمة من ينصحه.
الإنسان يحتاج أيضًا إلى الحكمة في كل تصرف وفي كل قرار يصدر منه. والإنسان الحكيم يلزمه أن يضع أمامه ردود الفعل لكل ما ينوى عمله: فقبل أن ينطق بكلمة يعمل حساب وقعها على من يسمعها، وفي كل تصرف له يحسب ردود فعله عند الآخرين: كيف سيفهمونه؟ وماذا يكون موقفهم إزاءه؟ ولا يقل عن تصرف خاطئ ارتكبه. "قد فعلت ذلك بحسن نية"! فليس كل الناس يعذرون.
بل يكون في كل أقواله وأفعاله مثل لاعب الشطرنج، الذي قبل أن يحرك قطعة من اللعب مما أمامه، يفكر جيدا ماذا سيفعل زميله في اللعب؟ وما هي احتمالات تحركاته؟ وبماذا يرد عليه في أي احتمال؟ وماذا سيكون رد ذاك على رده؟ وبماذا يقابل ذلك؟ وهكذا يسبق التفكير الدقيق كل تحرك من الجانبين.
إن التصرفات العشوائية لا تليق بالحكماء بل كل ما يفعلونه إنما يحسبون حساب نتائجه قبل أن يفعلوه.
والإنسان الحكيم لا ينظر إلى الأمور من زاوية واحدة بل تكون له النظرة الشاملة التي تحيط بكل الزوايا. كما انه ينظر أيضًا إلى قدام بشيء من بعد نظر.
لا ينظر إلى الأمور من جهة نفسه فقط، إنما من جهة غيره أيضًا سواء كان هذا الغير من الأصدقاء, أو من الأعداء أو من عموم الناس. وهو يحسب حساب المستقبل وكيف تتطور الأمور إلى ما هو أفضل أو أسوأ.
† † †
Our Facebook page http://www.facebook.com/copticmix
Our Twitter page http://twitter.com/Coptic_Mix
Our Youtube Channel http://www.youtube.com/copticmix