فوائد الدعوة الانفرادية واهميتها - الشيخ/ سامي المحيميد من اهل التبليغ والدعوة
{ الدعوة إلى الله جل جلاله عمل الأخيار وصفوة أهل الأرض }
أهل الدعوة والتبليغ أهل الجهد والتضحية
أهل إحياء جهد الدين فى هذا الزمان ...رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه . رجال يبعثوا الأمل في هذه الأمة ، هم الرجال و إن ذكروا و إن عدوا .
رجال العقيدة ليسوا دعاة صخب، ولا رجال تصنّع، ولا يكتفون بالعمل في وقت السلم والراحة، فإذا اشتد الأمر؛ فرّوا من الميدان.. إنهم رجال عمل في كل وقت.
لو تكلمت عن أهل الدعوة والتبليغ الكرام لما وسعنى المجال أبدا أن أحصى شمائلهم وفضائلهم .
ووالله لا نستطيع أبدا أن نصف ما رأيناه من أخلاقهم وإخلاصهم وشغفهم بالدعوة إلى الله تعالى ، وهمهم وفكرهم لهداية الأمة ولانزكى على الله أحد.....
فما من موقع قدم على الأرض إلا وتجولوا فيه بأموالهم وأنفسهم وتحملوا المشقات والمصاعب والمخاطر من أجل إحياء الدين والإيمان فى قلوب الخلق.يزورون الناس حتى في الغابات من أجل الله عزوجل .
أهل الدعوة والتبليغ ، آية من آيات الله العجيبة في هذا الزمن ، زمن التكنولوجيا الرهيبة والطغيان المادي الجارف..
أهل الدعوة والتبليغ مظهر من مظاهر قدرة الله تعالى ، حيث جرت العادة أنه كان يرسل المصطفين الأخيار المعصومين (الأنبياء -عليهم الصلاة والتسليم-) ، أما أفراد أهل الدعوة والتبليغ فهم من عموم الناس ، بل إن بعضهم يصنفون في "قاع الهرم السكاني اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا" ، ومع ذلك فالله سبحانه وتعالى اختارهم -بمنه وفضله- لأعظم عمل وأشرف مهنة وأغلى وظيفة ألا وهي وظيفة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم..
هؤلاء هم أحفاد السلف الصالح يبلغون الدعوة إلي توحيد الله عز وجل هُداهم في ذلك كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر بارك الله في مجاهداتكم متحملين في ذلك المشاق والملاعب الجسام من أجل تحقيق الفوز العظيم في يوم لاينفع فيه مال ولا بنون بارك الله فيكم وجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
في عصر الصحابة وجدت الدعوة و التبليغ تطبيقا ولم يشتهرا إسما فقط لعموميتهما في عامة الصحابة وكان أمرا مسلمابه لديهم .
وفي عصرنا هذا اشتهر اسم الدعوة و تبليغ الدين بخصوصيتهما في جماعة محدودة و جهلت مشروعيتهما بين كثير من أفراد الأمة .
بينما قال رب العالمين عنها :
(قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) يفهم من هذه الآية أن الدعوة إلى الله هي سبيل كل أتباع النبي محمد صلى الله عليه و سلم صغارا و كبارا نساءا و رجالا شيبا و شبابا عواما و علماء كل على قدر علمه وفقهه .عمل الدعوة إلى الله جل جلاله عمل المسلم الأساسي الذي يقوم عليه دينه ويثبت و ينتشر بسببه .
كل الناس محتاجون إلى الدعوة إلى الله وتبليغ دينه سواء دعاة كانوا أو مدعوين مسلمين كانوا أم غير مسلمين علماء كانوا أو غير عالمين عبادا كانوا أو غير عابدين .
ففريق لقوله تعالى : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ).
وفريق لقوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)
فكل إنسان وإنسانة محتاج للذكر والتذكير و الدعوة إلى الله والتبليغ .
من ذا الذي ينكر عدم حاجته أو حاجة أحد إلى ذلك !!؟.
ومن ذا الذي يدعي بدعية الدعوة والتبليغ فليأت بحجته الباطلة مسبقا لأن الله جل جلاله يقول (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا و قال إنني من المسلمين) !!؟.
الدعوة إلى الله جل جلاله عمل الأخيار وصفوة أهل الأرض قاطبة ولا ينكر ذلك عاقل قط إلا جاهل أو مستكبر . لأن الدعوة إلى الله جل جلاله هى عمل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، و الله جل جلاله يدعوا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .