تحويل القبلة ليس مجرد حدث بل دروس إيمانية وتهذيبية، إسماعيل محمد رفعت.

تحويل القبلة ليس مجرد حدث بل دروس إيمانية وتهذيبية مسجد الأرقم- مدينة فورمس- ألمانيا خطبة جمعة 20 شعبان 1442هـ 1- بيان قدر النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه: لما تاقت نفسه  سارع الله تعالى في رضاه، قال الله جل وعز: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا) وقال (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) 2- وسطية الأمة واتزانها في اتباعها لربها لا لهوى أحد منها، لأنها جمعت بين قبلتين، قبلة أبيها إبراهيم (الكعبة)، وقبلة الأنبياء من بعده (بيت المقدس) قال الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) [البقرة: 143] فإذا تشبه المسلم في مظهره أو أخلاقه بأفعال غير المسلمين لم يصلح أن يكن من الشهداء عليهم، أصبحت شهادته فيهم مجروحه لأنه بتشببه بهم وتقليده لهم أصبح مثلهم، وهذه من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم فقد قال: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ» راه البخاري 3- أدب الصحابة في الاستجابة لله والرسول صلى الله عليه وسلم: فقد كانوا أكثر الناس استجابة في تنفيذ أمر الله ولم يتباطئوا لحظة، فاستداروا فورا تجاه الكعبة وهم في الصلاة، وكذلك يجب أن يكون المسلم وهذه الأوامر الربانية تجعل الاتباع هو شرط العبادة الصحيحة ولا مجال فيها لهوى النفس أو ميلها، وتنقية للصف المسلم من أصحاب المزاج النفسي في عبادة الرب جل جلاله، فالمسلم الحق الذي يعبد الله على مراد الله واتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ ب ِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) (البقرة:143) إسماعيل محمد رفعت إسماعيل محمد رفعت - إمام مسجد الأرقم - مدينة فورمس- ألمانيا