تلاوة هادئة لسورة ق بصوت الشيخلقارئ عبدالله السيد ضمن الختمة المرتلة
تضمنت هذه السورة عجيب الكفار من مجيء منذر منهم، وأنكروا البعث قائلين: {ذلك رجع بعيد} مع أن الله سبحانه خلقهم أول مرة؛ وعابت عليهم أنهم لم ينظروا إلى آيات قدرته في خلق السموات والأرض وما فيهما وما بينهما {تبصرة وذكرى لكل عبد منيب}
وبينت أنهم يبصرون إحياء الله للأموات من آن لآخر في الزروع والأشجار {كذلك الخروج} أي: كذلك البعث. ثم حكت تكذيب الأقوام السابقين لأنبيائهم، فنزل بهم وعيد الله باستئصالهم، وبينت أنه تعالى خلق الإنسان، ويعلم ما توسوس به نفسه، وأنه أقرب إليه من حبل الوريد، وأن عليه رقباء من الملائكة ثابتين. وحكت أهوال الموت والقيامة، وغفلة الإنسان عن ذلك كله، وأن التابعين والمتبوعين في الكفر يختصمون لديه سبحانه، فيلقي التابعون مسؤولية كفرهم على المتبوعين، والمتبُوعُون يتبرؤون منهم، فيقول الله تعالى لهم: {لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد}
وحكت فوز المتقين بنعيم الجنة خالدين فيها أبداً: {لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد} ثم حثت النبي صلى الله عليه وسلم على الصبر والتسبيح {فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب * ومن الليل فسبحه وأدبار السجود}
ثم أبانت أنه سبحانه يحيى ويميت وإليه المصير، ثم نفت عن النبي صلى الله عليه وسلم مسئولية كفرهم، وأوجبت عليه مداومة التذكير {نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}