في هذه الحلقة من ورق، نعود إلى واحدة من أكثر صفحات التاريخ الإسلامي تعقيدًا ودرامية: قصة الدولة الفاطمية، التي بدأت بدعوة سرية في جبال المغرب، وتحولت إلى إمبراطورية تمتد من المحيط الأطلسي إلى نهر النيل، وانتهت بخطبة ألقاها صلاح الدين الأيوبي باسم العباسيين في الجامع الأزهر.
نروي القصة كما لم تُروَ من قبل. نبدأ من لحظةٍ مشحونةٍ بالرهبة: موكب فاطمي فجري، الوزير الأقوى يتقدمه، والخليفة الصغير خلفه، وحشد من الجنود في ممرات القاهرة… حتى يظهر رجلٌ غريب بزيّ حاج، ينحني وكأنه يبحث عن نعله، ثم يطعن الوزير بخنجرٍ مقوّس وسط ذهول الجميع. من هو؟ ولماذا الآن؟ ولماذا الوزير تحديدًا؟ وهل هي طعنة سياسية أم رسالة عقائدية من جماعة تُقسم على القتل باسم الإمام الحق؟
من هنا تبدأ القصة: سقوط الوزير الأفضل شاهنشاه ليس مجرد حادثة، بل نقطة تحوّل أدت إلى سلسلة اغتيالات، وانشقاقات داخلية، وصعود جماعة النزاريين بقيادة حسن الصباح، واندلاع صراعات مذهبية في قلب العالم الإسلامي. ومن الداخل، كانت القاهرة تتحول إلى رقعة شطرنجٍ ضخمة يديرها الوزراء لا الخلفاء، ويحتدم الصراع بين الأرمن، والترك، والسودانيين، والمغاربة.
نتتبع كيف تأسست الدولة على يد عبيد الله المهدي، وكيف ازدهرت المهدية كعاصمة علم وقوة بحرية. نروي دخول الفاطميين مصر مع جوهر الصقلي، وكيف أُنشئت مدينة القاهرة كعاصمة جديدة للمشرق، ثم ننتقل إلى العصور الذهبية في عهد المعز والعزيز، وسياسة التوسع نحو الشام، وبناء الأزهر، وإنشاء ديوان المحمل، وحلقات الإمامة.
لكن كل مجد لا بد له من ظلّ. ومع حكم الحاكم بأمر الله، تبدأ السياسات المتقلبة التي زعزعت الداخل: تدمير كنيسة القيامة، دعوى الألوهية، وفرض القيود الاجتماعية الغريبة. نشاهد في عهد المستنصر بالله ما سُمّي بـ”الشدّة العظمى”، حيث بيع الناس أنفسهم من أجل الخبز، حتى جاء بدر الجمالي بجيشٍ من الأرمن وأنقذ الدولة بالسيف والدفتر.
ثم نروي كيف تولّى ابنه الأفضل السلطة الحقيقية، وقرر من يخلف المستنصر بالله، فكان الانقسام الكبير بين النزارية والمستعلية، وظهور جماعة الحشاشين، ووقوع الصليبيين على أبواب الشام، وانهيار القدس، وهزيمة الجيش الفاطمي في عسقلان، ثم المفاوضات المذلّة التي حوّلت القدس إلى بوابة جمركية بدموعٍ مطليةٍ بالكحل المصري، كما تقول الوثائق.
الضربات لا تتوقف: اغتيال الأفضل، اضطراب الحكم، حروب الوزراء، تدخل نور الدين، دخول صلاح الدين، إعدام شاور، ثم لحظة الفصل: رفع الخطبة للعباسيين في الجامع الأزهر فجر عيد الأضحى عام 567هـ، ونهاية الخلافة الفاطمية رسميًا بموت العاضد بالله.
لكن النهاية السياسية لم تكن نهاية الفكرة. فقد فرّ الدعاة إلى اليمن والهند، وظهرت طائفة البُهرة، وتحوّلت القاهرة من مدينة ذات طابع إسماعيلي إلى معقل للمذاهب السنّية، وبدأ محو الرموز الفاطمية من المساجد والقصور.
هذه الحلقة تسرد القصة كاملة، من أول فكرة حتى آخر أنفاس الخلافة، مع توثيق دقيق من عشرات المصادر من الاتجاهات المختلفة: الفاطمية، السنيّة، الأوروبية، واليهودية. سنسمع صوت ابن خلدون، وابن تيمية، والمقريزي، وناصر خسرو، وسنشاهد كيف تتقاطع السياسة بالدين، والسيف بالعقيدة، والحلم بالخيانة.
إذا كنت تبحث عن قصة مكتملة عن الدولة الفاطمية، بأسرارها، وعظمتها، وانهيارها… هذه هي الحلقة التي لا يجب أن تفوّتها.
#ورق #الفاطميون #تاريخ_مصر #الدعوة_الإسماعيلية #الحاكم_بأمر_الله #صلاح_الدين #الحشاشون #الحروب_الصليبية #العباسيون #تاريخ_الخلافة
---
قناة ورق تقدم رحلة عميقة عبر الزمن لتكشف عن أسرار التاريخ والحضارات التي شكّلت وجه العالم. من خلال سرد قصصي شيّق وتحليل دقيق للأحداث والمعارك الحاسمة، تسلط القناة الضوء على الحروب والصراعات التي أثرت في مسارات الدول والشعوب، كما تعرض قصصاً ملهمة من عصور مضت. بالإضافة إلى ذلك، تُقدّم القناة ملخّصات للكتب التاريخية التي تساعد المشاهد على فهم سياقات الماضي وأبعاده المتعددة بطريقة مبسّطة وغنية بالمعلومات. إنها وجهتك لكل ما يتعلق بسرد التاريخ، من تفاصيل المعارك الكبرى إلى نبضات الحياة اليومية في حضارات امتدت عبر القرون.
#تاريخ
#حضارات
#حروب
#قصص_تاريخية
#ملخصات_كتب
قناة شيء :
https://www.youtube.com/@xshaie
قناة أساطير :
https://www.youtube.com/@asateir
للانتساب :
https://www.youtube.com/channel/UCAaHvKv7Qc9KfZ-w8CvAkZQ/join