MENU

Fun & Interesting

كاميرات مراقبة ترصد القطط البرية وتكشف أنها حرس ليلي - تحمي النباتات البرية وتعود للتكاثر في الصمان!

محمد اليوسفي 37,328 1 year ago
Video Not Working? Fix It Now

هذه مشاهد حديثة صوّرتها في صحراء الصمان في السعودية بعضها طرائف ومفاجآت حول القطط البرية المتميزة بدور مفيد. هي مفترسات وهبها الله مهارة الصيد لنفسها. وأبرز صيدها القوارض. ولذلك يمكن تشبيه القطط البرية بأنها "حرّاس ليل يحمون النباتات البرية وبذورها". وسأبين سبب هذا التشبيه مع حقائق عن القط البري في مشاهد طريفة أو غريبة بكاميرات فخيّة مخصصة لرصد الحياة البرية بما فيها من الحيوانات ومنها المفترسات، وأيضا مراقبة أعشاش الطيور والزواحف بما فيها الثعابين ورصد سلوكها. وقد قمت بتثبيت كاميرات مراقبة في فترات متفرقة خلال ربيع عام 2023م وذلك في ساعات الليل في مساحات واسعة من الصمان. أقارن بين حالتين، الأولى في رحلة برية خلال عام 2014 شملت مساحة شاسعة من الصمان للبحث عن القطط البرية، لكن بقيت أبحث ليلة كاملة ولم أعثر إلا على قط بري واحد. أما الحالة الأخرى فكانت في ربيع عام 2023م، بعد أن صار الصمان محمية طبيعية للا يسمح فيها بالصيد والرعي. في 2023م كلما قمت بثبيت كاميرات المراقبة ليلا أجدها ترصد قططا برية. بل يحدث خلال المسير أن أشاهد بعد كل بضعة كيلومترات قطا بريا يبتعد سريعا عن أضواء السيارة. هذا فرق كبير يؤكد أن القطط البرية عادت إلى التكاثر سريعا في الصمان بعد أن صار محمية طبيعية وغابت عن القطط عوامل كانت تهددها وتقضي عليها، مثل وجود كلاب حراسة الأغنام، وأخطاء الصيد، والعبث بمطاردتها، أو تعمّد قتلها من هواة الصيد بالصقور الذين يبالغون في تقدير خطورة القطط البرية على صقورهم التي يجعلونها تبقى على أوكارها خلال النوم في الصحراء في رحلات الصيد، مع أنه يمكن أن يضعوا الصقور في السيارات أو الخيام. وكان يهدد القطط البرية أيضا الذين يبالغون في العدوانية تجاه صغار المفترسات خصوصا أولئك الذين توارثوا مقولة قديمة غير صحيحة، وهي أن القط البري يعتدي على الرجال بمهاجمة أعضاء حسّاسة في وسط الجسم، بينما الحقيقة أن القط حيوان بري بريء ونافع مفيد يتوارى نهارا وينشط ليلا للبحث عن غذائه، ويخاف من البشر ويبتعد عنهم ولا يعتدي عليهم. هذا النوع الذي يُسمّى القط البري مختلف عن القطط الأهلية، وأبرز ما يميزه عنها أن أطرافه أطول قليلا منها، وفي آخر ذيله حلقات سوداء، ويعيش في البرية لكنه يقترب من المزارع خاصة التي يوجد بها قوارض مثل الجرذ والفأر والسحالي والزواحف. هذا الاقتراب من المزارع يؤدي إلى أن تتزاوج القطط البرية مع القطط الأهلية، ولذلك تنشأ مشكلة وجود سلالات من القط البري مهجنة ضعيفة ليست كالقطط البرية النقية في الجينات، ويؤثر ذلك مع الوقت تأثيرات سلبية، فتصبح مجموعات من القطط البرية ذات سلالات غير نقية الجينات وقد يضعف دورها في السلسلة الغذائية والأدوار البيئية الأخرى . ولقد تكررت مشاهداتي للقطط البرية الهجينة في أماكن بمحمية الملك عبدالعزيز الملكية، وهي واحدة من أهم المحميات الملكية التي نشأت خلال السنوات الأخيرة بأمر ملكي سيكون له حتما نتائج إيجابية بيئية غاية في الأهمية فيما يتعلق بازدهار الطبيعة والحياة الفطرية في صحاري السعودية في المحميات الملكية والمحميات التي تتبع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية. ويوجد في السعودية نوعان آخران هما القط الرملي Sand cat واسمه العلمي Felis margarita الذي يألف المعيشة في مناطق الكثبان الرملية مثل صحراء الربع الخالي التي يقع في غربها محمية عروق بني معارض، وصحراء الدهناء في وسط السعودية والنفود الكبير في شمالها، ويوجد أيضا نوع ثالث أكبر في الجسم يسمّى الوشق أو القرطة Caracal لكن حديثنا هنا في هذا الفيديو يركّز على القط البري wild Cat واسمه العلمي Felis lybica . تصيد القطط البرية القوارض مثل الجرذان والفأر والأرانب البرية والسحالي والزواحف والحشرات وتأكل أشياء قليلة من النباتات، وتحتال وتصيد الطيور مثل العصافير واليمام والحمام والهدهد والقطا وطيور القبرات والسمان والحجل والدخل وغيرها وتأكل أيضا بيض وأفراخ الطيور إذا عثرت على أعشاشها. لقد كنت أتابع خلال السنين السابقة التي شهدت استنزاف طبيعة الصمان حتى تدهور، وكان كثيرون يتابعون ويُشاهدون انحسار النباتات المعمرة مع كثرة ملفتة لأنواع من القوارض البرية وانتشارها في صحراء الصمان خاصة في المنخفضات التي تنبت فيها أشجار السدر المعمرة وغيرها من الشجيرات كالعوسج والشفلّح والرمث مع أنواع أخرى من الأعشاب الموسمية الربيعية مثل النفل والبابونج ورشاد البر أو الحرف أو الحرفرف والقراص والحنوة والخباز أو الخبيز وغيرها، وتكون القوارض وسط هذه البيئة من الأشجار والأعشاب تتغذى خاصة على البذور فضلا عن أنها تحفر جحورها تحت الأشجار والشجيرات حتى تصل إلى جذور النباتات وتتلفها. ولكي تدرك سلبيات تزايد القوارض كثيرة التوالد في البرية، لك أن تتصوّر أن 300 من القوارض لو لقيت الظروف المثالية ولم تجد مخلوقات تحد من تزايدها وانتشارها فإنها تتوالد وتتكاثر سريعا بالقدر الذي يجعلها تصبح بأعداد هائلة تقضي على نصف طن من بذور النباتات سنويا. وهنا يبرز دور القطط البرية كونها من أكثر المفترسات كفاءة في صيد القوارض بمهارة ثم تأكلها، فتساهم في التقليل من أضرارها على النباتات وبذورها وفي الحد من كثرتها عن المعدلات أو النسبة الطبيعية. يبقى التأكيد على أهمية أن نتعامل مع حقيقة أن لكل مخلوق من المخلوقات البرية فائدة وأدوار يؤديها في النظام البيئي، وأن وجود أي نوع من الحيوانات والطيور البر وانتشاره بتوازن طبيعي بما في ذلك أنواع المفترسات ومنها القط البري. إن عودة القطط البرية إلى التكاثر في الصمان هام جدا لسلامة الطبيعة البرية أو الصحراوية، فهذه المخلوقات كلها تعيش حياة فطرية طبيعية وتقوم حياتها على التنوع والمنافسة والتضاد والندية فيما بينها والاستفادة من بعضها البعض بالافتراس حتى يستمر تنوعها وانتشارها المتوازن.. والفائدة من كل ذلك.. هي سلامة بيئة الإنسان ونقائها. فسبحان ربنا الخالق عزّ وجلّ الذي قال في القرآن الكريم: "وكل شيء عنده بمقدار" وقال: "إنا كل شيء خلقناه بقدر". قناة محمد اليوسفي

Comment