النيران تجتاح المنطقة بشكل غير مسبوق
شهدت ولاية كاليفورنيا واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث، حيث اندلع حريق هائل يُعرف الآن باسم "حريق هيوز" شمال مدينة لوس أنجلوس، ليُصنف على أنه واحد من أكثر الحرائق تدميرًا وشراسة. الحريق بدأ في منطقة كاستايك وتضاعف حجمه بشكل سريع للغاية، حتى أصبح يلتهم حوالي 30 فدانًا في الدقيقة، ما جعله يمثل تهديدًا هائلًا لحياة السكان والبنية التحتية في المنطقة.
بدأ الحريق في الساعة الحادية عشرة صباحًا وانتشر بسرعة فائقة بفعل عدة عوامل طبيعية، أبرزها الرياح القوية المعروفة برياح سانتا آنا، التي تصل سرعتها إلى 50 ميلًا في الساعة، مما ساهم في نقل الشرارات المشتعلة لمسافات بعيدة وأدى إلى اندلاع حرائق جديدة في أماكن متعددة. الظروف الجوية الكارثية التي تشمل الجفاف الشديد والرطوبة المنخفضة حولت الأرض إلى بيئة قابلة للاشتعال بسهولة، مما جعل السيطرة على الحريق شبه مستحيلة.
حتى الآن، أصدرت السلطات أوامر إخلاء إلزامية لأكثر من 55,000 شخص يعيشون في المناطق المتضررة، بما في ذلك سكان مدينة كاستايك والقرى المحيطة. من بين هذه المناطق، تم إخلاء خمس مدارس على الأقل، حيث اضطر الطلاب والمعلمون إلى الهروب بسرعة وسط أجواء مرعبة غطى فيها الدخان الكثيف السماء بالكامل. وتحولت السماء فوق المنطقة إلى ظلال قاتمة من الدخان البرتقالي والأسود، مما أضاف جوًا من الكآبة والرعب.