في هذه الدراسة، قام الباحثان Océane Dauzere-Peres و Antoine Wystrach بالتحقيق في كيفية توقع النمل لتدفق المعلومات البصرية (optic flow) الناتج عن حركته، وكيف يدمج النمل بين الإحساس الداخلي (proprioception)، ونسخ الأوامر الحركية (efference copies)، والمعلومات البصرية المحيطة لتوجيه حركته بشكل دقيق.
النمل لا يعتمد فقط على نسخ الأوامر الحركية لتوقع التدفق البصري، بل يستخدم أيضاً المعلومات الحسية الداخلية (proprioception) والمعلومات المستمدة من هيكلية المشهد البصري المحيط (panoramic visual context) لتعديل حركته. أي أنه يتم حساب فرق بين التوقع (المستند إلى إشارات داخلية وحركية) والتدفق البصري الفعلي، ويتم استخدام هذا الفرق (خطأ التوقع) لضبط الحركة من خلال تعديل المذبذبات الداخلية.
تكشف الدراسة أن النمل يستخدم آلية معقدة تعتمد على معلومات متعددة المصادر (نسخ الأوامر الحركية، الإحساس الداخلي، والمعلومات البصرية) لتوقع تدفق المعلومات البصرية الناتج عن حركته. هذا التكامل يساعده على الحفاظ على استقرار حركته وتنظيمها أثناء التنقل.
تثبت النتائج أن آليات التوقع عند النمل ليست بسيطة، بل هي ناتجة عن دمج عدة مصادر معلوماتية، مما يجعل هذه الآلية أكثر تطوراً مما كان يُعتقد سابقاً. وهذا يُضيف فهماً أعمق لكيفية التحكم في الحركة عند الحشرات، وقد يُسهم في تطوير أنظمة ذكية في مجال الروبوتات تُحاكي هذه الآليات البيولوجية.
عندما يتحرك النمل، تنتج حركة جسدية تؤدي إلى تغير في الصورة البصرية المحيطة به (أي تدفق بصري). إذا كان النمل يعتمد فقط على توقع ما سيحدث بناءً على أوامره الحركية (نسخ الأوامر الحركية)، لكان هذا التوقع بسيطاً ومباشراً. لكن الدراسة تظهر أن النمل يقوم بعملية حسابية أكثر تعقيداً؛ فهو:
يستشعر حركته الداخلية (الإحساس الداخلي)،
يستقبل المعلومات البصرية المحيطة به،
ويقارن بين ما توقعه (بناءً على إشاراته الداخلية وحركته) وما يشاهده فعلاً.
عند وجود فرق بين التوقع والواقع، يتم استخدام هذا "خطأ التوقع" لتعديل النشاط العصبي الداخلي (مثل تعديل تردد المذبذب العصبي)، مما يؤدي إلى تغيير في اتجاه وسرعة الحركة. هذه الآلية تسمح للنمل بالتحكم الدقيق في حركته، خاصة في بيئات معقدة تحتاج إلى دقة في التنقل.
الخلاصة:
الدراسة تُظهر أن النمل لا يتصرف وفقاً لآلية بسيطة تعتمد فقط على نسخ الأوامر الحركية؛ بل إنه يقوم بدمج عدة مصادر من المعلومات (الحسية والحركية والبصرية) لتوقع وتعديل تدفق المعلومات البصرية الناتجة عن حركته. هذه النتائج تقدم نموذجاً متقدماً لفهم كيفية تحقيق استقرار الحركة والتحكم فيها عند الحشرات، وقد يكون لها تطبيقات مستقبلية في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
قال تعالى: { حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) } [النمل:18-19].
لمتابعة جديد الإعجاز العلمي..
صفحة الفيس بوك معجزة كل يوم
https://www.facebook.com/Engkaheel7
قناتنا الرسمية على يوتيوب:
https://www.youtube.com/@kaheel777
قناة معجزة كل يوم:
https://www.youtube.com/@AbduldaemKaheel
https://kaheel7.net