أمودّو 214 | حديقة المغرب ❶ ✅ (#صفرو)

من تخطر على باله ياترى، مدينة جبلية جميلة وسط غابات المغرب تلاقت فوق أديمها أعراق بشرية متمازجة وألوان من ثقافات منسجمة وحضارات متناغمة أيما انسجام وتناغم؟ يا ترى، أي أسرار تخبئها جدران هذه الحاضرة حيث تعايشت توليفة من الإثنيات المتعددة لغاتها والمتقاطعة ثقافاتها والمتباينة تقاليدها؟ وماذا عن تاريخ هذا الوادي الملتوي الذي يقطع المدينة ملتفًا حول أحيائها كالشريان؟ أي أقدار حاكت مصائر هذه البلدات الزاهية، وكم من مصادفات طرأت تحت ظلال أشجار بساتينها العطرة؟ كم من خبايا تنتظر من يرفع عنها حجاب إيزيس بهذه اللوحة الطبيعية الخضراء على مد البصر؟ ماذا عن هذه الآثار الشواهد الصوامت المتناثرة في الأفق عن أمجاد هذه الأرض وتاريخها؟ وماذا عن الصلحاء المبجلين، والمقاومين المجاهدين، وعن الحكايات حول كراماتهم ونضالاتهم التي لا تزال تتناقلها الأجيال وتُردد أسماء أبطالها باحترام وإجلال؟ هنا صفرو، حديقة المغرب، اللوحة الفسيفسائية الخضراء، من خلال حنايا أرضها الكاتمة لصدى تاريخ إنساني زاخر وآسر.