220 - هل قابل عبد الله رشدي الله حتى ان سيد القمني في النار؟ #سعيدـشعيب
*لماذا يعتبرون الموت عقاب للمختلفين ورحمة للمؤمنين؟
*لماذا كل هذه الشماتة في الموت، اذا كان النبي نفسه مات ، هل له أساس ديني، هل له أساس تاريخي؟
*لماذا كل هذا العداء لسيد القمني، لماذا حاربه اخوان واسلاميين ورجال دين ، وقطاع كمان من النخبة؟
Music promoted by : https://www.chosic.com
ما وراء “عضلات” عبد الله رشدي: طريد الأزهر وخليفة عمرو خالد
هاني محمد - صحافي مصري
عضلات عبد الله رشدي لا تطيق الاختلاف
كان رشدي وجه لائق يتم تجهيزه ليصبح ممثلاً دائماً لمؤسسة الأزهر الشريف، وهو ما دفعها لاختياره ممثلاً رسمياً عنها لمناظرة إسلام بحيري، الذي كان مزعجاً لجميع السلطات الدينية في مصر، عام 2015.
تلك المناظرة التي نقلت الشيخ الأزهري الشاب إلى مساحة أخرى من الدعوة، فأصبح “أسد الإسلام”، و”غضنفر الدعوة”، الذي يطارد العلمانيين والملحدين والمتمردين على الدين، ويناظرهم، ويحرجهم، وتحول من داعية مغمور يظهر على قنوات محدودة الانتشار كـ”الفجر” و”الصحة والجمال” إلى قنوات أكثر مشاهدةً وانتشاراً.
تميز رشدي بظهوره عبر فيديوات يبدو فيها حريصاً على مظهره، فهو رياضي يظهر بكامل لياقته فيرتدي ملابس ضيقة حديثة تكشف عضلات كتفيه وذراعيه. وكأن عضلات عبد الله رشدي كانت تشير إلى أن المؤسسة الدينية لم تفقد قوتها وحيويتها، فلا تزال فتية، مفتولة العضلات، شابّة، قادرة على المناظرة، “تفتح صدرها” على كل من يتجرَّأ على الدين.
عبدالله رشدي
والداعية الشاب، المولود عام 1984 في القاهرة، حصل على إجازة في الدعوة الإسلامية من كلية الدعوة الإسلامية وإجازة في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، وهو متخصص في مقارنة الأديان والمذاهب، ومن سماته الشخصية، أنه جريء، وسليط اللسان، وخطيب مفوّه، فهو إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة في القاهرة، أي أنه يجيد تقديم الخطب للحشود، ويقدم برنامجاً على فضائية “الفجر” الدينية بعنوان “القول الفصل“.
يبدو من عنوان برنامج عبد الله رشدي أنه لا يطيق الاختلاف، فما يقوله هو الأول والأخير، ويحسب له أنه أزهري وخطيب في أحد أهم مساجد مصر تحت إشراف مؤسسة رسمية، وفي مصر، يعتبر المؤهلان كافيان لإسكات الخصوم، أو المشككين، وربما كان رشدي يعبر عن الوجه الحقيقي للأزهر، في إحدى فترات أزماته حين كان يتعرض للنقد والتشكيك في وسطيته يومياً، حتى من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. فالإمام الأكبر أحمد الطيب، في ذلك الوقت، لم يكن يطيق سيرة تجديد الخطاب الديني، ولا تكفير تنظيم “داعش” الإرهابي، أو إعلان رأيه في جماعة الإخوان، إلى الدرجة التي سمحت له بإصدار بيان يدين فض اعتصامي “رابعة والنهضة”.
ويبدو أن الأزهر بحث عن أكثر رجاله قدرة على المواجهة ومناورة الخصوم، لا علماً في الدين… شيخ مفوّه، جريء، طويل اللسان والحجة، درس جميع مناهج التراث وكتبه، مراوغ، ويجيد الاشتباكات، ويسرد نصوصاً وأحاديث وحكايات من التراث حتى يتوه المحاور والطرف الآخر في المناظرة فيحاصرهما ويعامل الطرف الآخر كمارق ومتهم، لا بد أن يتوب ويرجع إلى الله لتنتهي المناظرة في مصلحته، يدمج الفصحى بالعاميّة، ويستخدم ألفاظاً جديدة تجعل الشباب يعتبرونه “واحداً منهم”، فللمرة الأولى نرى شيخاً يصف آراء معارضيه بـ”الهري”، على عكس مشايخ الأزهر الهادئين، المتسامحين، الذين يطفئ المشاهدون التلفزيون حين يطلون، فكان عبد الله رشدي.
أراد أن يدشّن موضة أخرى لـ”الدعاة الجدد”، فالجيل الذي بدأ بعمرو خالد انتهى بمعز مسعود ومصطفى حسني، اللذين أصبحا عنصرين “أليفين”، الأول أدمن زواج الفنانات وغادر الدين والدعوة ليصبح منتجاً سينمائياً، والثاني تحول إلى راوي حكايات من الدين، وتبرّأ من أفكاره القديمة، وحتى عمرو خالد، صمت تماماً، وتوقف عن الاشتباك، أو الدعوة إلى الصلاة والحجاب – خوفاً من اعتباره سلفياً أو إخوانياً – فتركت الساحة فارغة بلا دُعاة شباب يخاطبون الشباب. وكانت الصيحة التي اتَّبعها رشدي هي مسايرة العصر.
ميليشيات عبد الله رشدي… ضرورات صنع الظاهرة
يوجّه رشدي ميليشيات، ويديرها لتصبح جيشه في مواجهة الناقدين والغاضبين، في لعبة مصالح واضحة: أخدمكم بالدين، تخدمونني في المعركة. كانت هذه إحدى الخطوات الأساسية لرشدي ليبقى ظاهرة، ولا يموت إعلامياً بعد مناظرة بحيري.
ومنذ يوم المناظرة، لم يخرج من دوّامات الجدل قط، على رغم إبعاده والتخلي عنه – ظاهرياً – من جانب المؤسسة التي يعبر عن وجهها الحقيقي، وفي ما بعد، طردته جميع القنوات التي كان يعمل فيها، وتدريجاً، أوقفته وزارة الأوقاف المصرية من الإمامة والخطابة، وتحللت منه، وأعلنت أنه لم يحصل على درجة “الدكتوراه” كما يدعي، فلم يبق له إلا جمهوره وميليشياته وقناته على “يوتيوب”، وصفحته على “فايسبوك”.
طريد المشيخة.. لماذا تخلى الأزهر عن نجمه؟
أصبح عبد الله رشدي نجماً ومناضلاً بالنسبة إلى مريديه، لكن الأزهر لم يتحمّل ظهوره، ففي المناظرة التي أطلقت عصره، حاد عن مواقف المشيخة وخطها الديني، ولجأ إلى آراء متشددة، ومفخخة، يخفيها الأزهر داخل مناهجه لاعتبارها جزءاً من تاريخ الفقه الإسلامي، فتحدث بلسان مشايخ السلفية – على رغم أنه مندوب رسمي للأزهر في الحلقة – عن موافقة الشريعة على زواج القاصرات، وأصر على ذلك حتى الآن. فقال إنه حتى لو لم تبلغ الفتاة “يمكن تزويجها، إذا كانت تطيق الوطء، أو بلغت 9 سنوات”، وكان يلمح دائماً إلى تكفير أي معارض لما يقول، وأشار إلى جواز “نكاح السبايا” في العصر الحديث، وبدا أنه غارق في الفتاوى والآراء السلفية، والفقه الوهابي بأكثر مما يتحمّل الأزهر – بعمقه الثقافي التاريخي ومسؤوليته السياسية والاجتماعية وأهمية أن يكون وسطياً ومتزناً – إعلانه عن نفسه، حتى لو كان يخفي تلك الآراء والمواقف والروايات في مناهجه.
https://daraj.com/70904/