الشيخ د.أسامة الأزهري لـ 24: أطروحة ابن تيمية قلقة رفضها العقل الجمعي فمن أعاد إخراجها اليوم؟
24.ae
72,351 10 years ago
شكّل الكتاب الجديد للشيخ أسامة الأزهري بعنوان "الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين" واحداً من أهم البحوث الدينية اليوم التي تتصدى لتيار التكفير الذي يتسيّد المنابر الإعلامية، وينظّر للقتل باسم الإسلام. في هذا الكتاب يبحث الشيخ الأزهري في متكئات التيارات المتطرفة من الإخوان إلى داعش، في ميزان العلم الديني. ويبين مغالطاتها الدينية.
24 التقى الشيخ الأزهري في أبوظبي، وكان له حوار معه حول مفاهيم الحاكمية والجهاد و"دار الكفر" و"دار الإسلام"، التي تطرق لها الكتاب وناقشها.
وشرح الأزهري في هذا اللقاء مقدار خطر نظريات سيد قطب على الوعي الديني، معتبراً أنها الأصل الذي تعود إليه كل التيارات المتطرفة، وتحدث عن أهمية النقاش والاجتهاد، الضروري للنهوض بمقام المسلمين في العالم وفي تاريخ الحضارة، وهو نقاش كان قد ساد كل العصور الإسلامية، ويجب أن يستمر.
وفي سؤال حول تقديس ابن تيمية وورود اسمه كمرجعية في معظم الأعمال الإرهابية لداعش اليوم، وهل هو معصوم عن الخطأ؟ رد بالقول أن لا أحد معصوم عن الخطأ سوى الأنبياء، وأن أطروحة ابن تيمية كانت منذ خروجها أطروحة دينية قلقة، على عكس ما كانت عليه مثلاً أطروحة الإمام النووي، وقد عقدت مجالس علمية كثيرة درست ودققت في أطروحة اين تيمية التي ما زالت تخضع لإعادة الفحص والتدقيق من العلماء منذ وفاته حتى اليوم، وقد خرجت أجيال من علماء الأمة تجنبت هذه الأطروحة، ورفضها العقل الجمعي، متسائلاً فمن الذي أخرجها اليوم؟
وتحدث الشيخ الأزهري عن خطورة تحريف معنى الجهاد، موضحاً أن الدور الذي تقوم به الجيوش الوطنية هو جهاد لحماية أراضيها هي جهاد، وليس القتل باسم الاسلام.
وختم الأزهري قائلاً: "يأتي الآن من يخرج بتنظيم عصابي ويسميه دولة، ثم يبدأ بقطع الرقاب ويسميه جهاد، ثم يحتكر لنفسه القرآن الكريم ويسميه وعد إلهي، نحن أمام سلسلة ممتدة من سرقة المصطلحات الشرعية وإطلاقها على غير حقائقها. سرق منصب الاجتهاد الفكري وأطلق إلى يد مجموعة من التكفيريين، سرقت مهمة القضاة، سرقت مهمة الولاة، سرقت المصطلحات الشرعية وأطلقت على غير معانيها التي أرادها الله تبارك وتعالى، سلسلة مستمرة من السرقات والعدوان..".