MENU

Fun & Interesting

استغفر الله مكررة 30 الف مرة الاستغفار مكرر 30000 مرة لا يعذب الله مستغفر وما كان الله معذبهم وهم يس

استغفر الله 17,355 3 months ago
Video Not Working? Fix It Now

الاستغفار هو طلب المغفرة ، والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها ، أي أن الله عز وجل يستر على العبد فلا يفضحه في الدنيا ويستر عليه في الآخرة فلا يفضحه في عرصاتها ويمحو عنه عقوبة ذنوبه بفضله ورحمته . وقد كثر ذكر الاستغفار في القرآن ، فتارة يؤمر به كقوله تعالى (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(المزمل/20) وتارة يمدح أهله كقوله تعالى : (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ)(آل عمران/17) ، وتارة يذكر الله عز وجل أنه يغفر لمن استغفره كقوله تعالى : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء/110) . وكثيرًا ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان ، والتوبة عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلب والجوارح ، وحكم الاستغفار كحكم الدعاء ، إن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه لاسيما إذا خرج من قلب منكسر بالذنوب ، أو صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات ، وأفضل الاستغفار أن يبدأ بالثناء على ربه ، ثم يثني بالاعتراف بذنبه ، ثم يسأل ربه بعد ذلك المغفرة ، كما في حديث شداد بن أوس عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني ، وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ، ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليَّ ، وأبوء بذنبي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "(رواه البخاري) . وقوله : " أبوء لك بنعمتك علي " أي أعترف لك ، و " أبوء بذنبي " أي أعترف وأقر بذنبي . وفي حديث عبد الله بن عمرو أن أبا بكر قال : يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي ، قال : قل : " اللهم إني ظلمت نفسي ظلمـًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم "(رواه مسلم) . ومن أفضل الاستغفار أن يقول العبد : " أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه " . وقد ورد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن من قاله : " غفر له وإن كان فر من الزحف " . وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إن كنا لنعد لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المجلس الواحد مائة مرة يقول : " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور "(رواه الترمذي وأبو داود والحاكم) . وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة "(رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة) . وعن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " إنه لَيُغَانُ على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة "(رواه البخاري ومسلم) . وقد ورد في حديث أنس أهم الأسباب التي يغفر الله عز وجل بها الذنوب ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال الله تعالى : " يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئـًا لأتيتك بقرابها مغفرة "(رواه الترمذي) . وقد تضمن هذا الحديث ثلاثة أسباب من أعظم أسباب المغفرة : أحدها : الدعاء مع الرجاء : فإن الدعاء مأمور به موعود عليه بالإجابة ، كما قال تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )(غافر/60) ، فالدعاء سبب مقتض للإجابة مع استكمال شرائطه وانتفاء موانعه ، وقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض شروطه أو وجود بعض موانعه ، ومن أعظم شرائطه حضور القلب ورجاء الإجابة من الله تعالى ، فمن أعظم أسباب المغفرة أن العبد إذا أذنب ذنبـًا لم يرج مغفرة من غير ربه ، ويعلم أنه لا يغفر الذنوب ويأخذ بها غيره فقوله : " إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي " يعني على كثرة ذنوبك وخطاياك ، ولا يتعاظمني ذلك ولا أستكثره . وفي الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة ، فإن الله لا يتعاظمه شيء "(رواه مسلم) . فذنوب العباد وإن عظمت فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها ، كما قال الإمام الشافعي عند موته : وَلمّا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَت مَذَاهِبِي جَعَلْتُ الرَّجَـا مِنِّي لِعَفْوكَ سُلَّمـًا تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي فَلَمـَّـا قَرَنْتُهُ بِعَفْوِكَ رَبِّي كَانَ عَـفْوُكَ أَعـظَمَ الثاني : الاستغفار : فلو عظمت الذنوب وبلغت الكثرة عنان السماء ـ وهو السحاب ، وقيل : ما انتهى إليه البصر منها ـ ثم استغفر العبد ربه عز وجل ، فإن الله يغفرها له . روي عن لقمان أنه قال لابنه : يا بني عود لسانك اللهم اغفر لي فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً . وقال الحسن : أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم وفي مجالسكم وأينما كنتم ، فإنكم ما تدرون متي تنزل المغفرة . الثالث : التوحيد : وهو السبب الأعظم ومن فقده حُرِمَ المغفرة ، ومن أتى به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة . قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)(النساء/166) ، قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في معنى قوله : " يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئـًا لأتيتك بقرابها مغفرة" يُعْفَى لأهل التوحيد المحض الذي لم يشوبوه بالشرك ما لا يعفى لمن ليس كذلك ، فلو لقى الموحد الذي لم يشرك بالله ألبتة ربه بقراب الأرض خطايا أتاه بقرابها مغفرة ، ولا يحصل هذا لمن نقص توحيده ، فإن التوحيد الخالص الذي لا يشوبه شرك لا يبقى معه ذنب ؛ لأنه يتضمن من محبة الله وإجلاله وتعظيمه وخوفه ورجائه وحده ما يوجب غسل الذنوب ، ولو كانت قراب الأرض ، فالنجاسة عارضةٌ ، والدافع لها قوي ، ومعنى " قُراب الأرض " ملؤها أو ما يقارب ذلك ، ولكن هذا مع مشيئة الله عز وجل ، فإن شاء غفر بفضله ورحمته ، وإن شاء عذب بعدله وحكمته ، وهو المحمود على كل حال .

Comment