MENU

Fun & Interesting

الجزء (35) الشرح الكبير على بلوغ المرام: فوائد على حديث أبي قتادة في سؤر الهرة

Video Not Working? Fix It Now

للمحدّث العلامة الفقيه فوزي الأثري حفظه الله -فوائد من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام لشيخنا ابن عثمين على حديث أبي قتادة في الهرة : (إنها ليست بنجس، إنما هي من الطوافين عليكم) -يقول شيخنا: (هذا الحديث له سبب وليس صدوره من الرسول له سبب) أي أن أبي قتادة قاله لسبب، وليس قاله الرسول لنفس السبب وسببه: هو انه دخل على أهله فسكبت له أمرأته وضوءا فجائت له هرة فشربت من الإناء فنظرت إليه امراته كأنها استنكرت، فحدثها بهذا الحديث أن سؤرها ليس بنجس، وأنها من الطوافين عليكم والطوافات -وقال: (الهرة معروفة ولها أسماء كثير فهي من أكثر الحيوانات اسماء لأنها متداولة عند الناس،،، لأن كل ناس يسمونه باسم) -وقال (من اسمائها هرة، وتسمى قطة، وتسمى سنور، وتسمى بس بالفتح) وقال الفيروزآبادي أن العامة يكسرونه يعني بس -وقال : (وهي في الواقع من السباع لأنها تفرس بنابها) فإذا كانت من السباع فهي نجسة، ويستثنى فيها السؤر للدليل -وقال: (والهرة تفترس الدجاج في القديم، وأما الآن صاروا أصدقاء لكن لعلها تعوضت بالحمام) -وقال: (قول النبي: "إنها ليست بنجس" يعني أنها طاهرة) المقصود بأن الطاهر سؤرها -وقال: (ثم إن النبي من عادته وحكمته، أنه إذا ذكر الحكم وذكر علته لا سيما أن الحكم إذا احتاج لعلة،،، فقال أنها ليست بنجس، وعلل ذلك ولم يقل انها حلال، إنما قال أنما هي من الطوافين عليكم). يعني لو قال انها حلال لقلنا أنها طاهرة في لحمها وغير ذلك، ولكن علل أنها من الطوافين ليبين أنها طاهرة في سؤرها -وقال: (أنه ينبغي للانسان إذا رأى الشخص مستغربا لحال من الأحوال أن يزيل عنه هذا الاستغراب،،، وهذا أمر يعتبر من محاسن الأخلاق) -كما فعل أبو قتادة مع امرأة ابنه عندما استغربت في سقي الهرة من الإناء -فلو جاء رجل جاهل لا يفهم عامي مستغربا لا ينكر عليه ولا يغضب عليه وخاصة إذا طالبه بالدليل وأما المتشكك ويريد أن يشكك السامعين فكانوا يطردونه وينهرونه ويغضبون عليهم لأن مرادهم من السؤال إلقاء الشك -وقال: (الهرة طاهرة مع أنها محرمة الأكل وكل ما حرم أكله فإنه نجس، لأن الأصل جميع محرم الأكل نجس،،، لكن علل النبي طهارتها بعلة لاتوجد في غيرها) يعني طهارة سؤرها، لنفي المشقة -وقال: (فهل هي ليست نجسة على الإطلاق؟ الجواب: لا هي ليست نجسة في ريقا وما يخرج من أنفها وفي عرقها وفي سؤرها أما في بولها وروثها نجسة وفي دمها نجسة،،،) -وقال: (والماء لا ينجس من سؤرها قليلا كان الماء أو كثير لأن الإناء الذي كان يتوضأ به ابو قتادة قليل) -وقال: (المشقة تجلب التيسير) أي مشقة تأتيك في دين الله تيسر لها وأن النجاسات التي يشق التحرز منها معفوا منها أي نجاسة، مثل رشاش البول الذي يشق التحرز منه فهذا يطهر ذكره من بوله ويتوضأ ويصلي -وقال: (فعلى هذا الذين يستخدمون الحمير ومن المعروف أن الحمار يبول على أرض صلبه ويصيب صاحبه الرشاش ويقول ابن تيمية أن هذا معفوا عنه، وهذا من التعليل أنه من الطوافين عليكم) فبول الحمار وعرقه وغير ذلك نجس، ولكن معفو عنه إذا أصاب صاحبه للمشقة -وقال: (وهذه أخذوها قاعدة من كلام الله {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}، والنبي قال [إن الدين يسر]، والدين عام والمعنى: كل الدين يسر) -وقال: (ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، وقال النبي: يسروا ولا تعسروا)

Comment