5- الدليل الأول على نبوة نبينا محمد ﷺ - اختصار كتاب نبوة محمد من الشك إلى اليقين د. فاضل السامرائي
يتطرق الدكتور فاضل السامرائي في هذا الفصل إلى الدليل الأول من أدلة صدق نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو: صفاته.
وخلاصة المبحث: أن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، وصدقه، وأمانته، وأميته، أدلة قاطعة على أنه صادق في دعواه النبوة.
أما صدقه وخلقه فمشتهر لا يحتاج إلى دليل، منقول إلينا بأصح الأسانيد، متواتر يقر به العدو قبل الصديق، فكيف لرجل صادق قد بلغ في حسن الخلق أعلى المراتب، أن يكذب أعظم كذبة، فيدعي أنه رسول رب العالمين؟
ثم أميته تؤيد أنه نبي صادق، إذ كيف لأمي عاش في بيئة أمية يغلب عليها الجهل أن يأتي بكل ما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم؟
جاءهم بشريعة قلبت حياتهم من جهل إلى علم، ومن ظلم إلى عدل، صار للحياة هدفٌ سام يسعى إليه المؤمن، كلُّ خطوة فيها محسوبة بدقة، من حين يستيقظُ حتى ينام، كيف يتكلم ومتى يتكلم ومتى يسكت، ما هو الصواب وما هو الخطأ، وكيف يصحح خطأه إذا أخطأ ، كيف يعامل ربه ويتأدب معه، وكيف يعامل أباه وأمه، وأخاه وأخته، وزوجه وأقرباءه ، كلُّ واحد له حق، وكل حق بمقدار، نظم علاقة الحاكم بالمحكوم، والمحكوم بالحاكم، والمؤمنِ والكافر، والمسافر والمقيم، والغني والفقير، وغير ذلك.
أخبرهم بما في كتب الأولين، وأعلمهم بما يكون بعد زمانهم، رتب لهم الأولويات، لم يدع شيئا إلا وأعطاهم منه علما، أليس من المعجز أن يأتي رجل أمي عاش في بيئة جاهلية أمية ليس فيها مدرسة ولا كتاب مدون، أن يأتي بمثل هذا النظام الكامل الشامل للفرد والبيت والمجتمع، نظامٍ صالح مُصلحٍ لكل زمان ومكان؟ ما زال إلى اليوم حيا يانعا، يجني منه المؤمنون كل ثمرٍ طيب.
هذا وقد أخبرهم صلى الله عليه وسلم أن هذه الشريعة باقية إلى قيام الساعة، وأخبرهم أنهم إذا تمسكوا بها عزوا، وإذا تركوها ذلوا، ثم أخبرهم أنهم سيعملون بها دهرا ثم يتركونها فيصيبهم الذل وهم كثيرون، فكان الأمر كما أخبرهم.
أليس هذا كافيا في الدلالة على أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسولُ الله حقا؟
إلى هنا أخي المشاهد أختي المشاهدة ينتهي الدليل الأول، وألقاكم في الحلقة القادمة مع الدليل الثاني من أدلة نبوته صلى الله عليه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم/ محمد خليفة البوسعيدي
اختصار كتاب: نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من الشك إلى اليقين، د. فاضل السامرائي