في هذه الحلقة نجد كيفية صلواة الله تعالى و ملآئِكته على محمد عليه السلام و علينا، ممّا يدلنا على المعنى الحقيقي للصلواة أنها آيات الله أي القرءان الكريم. نجد الجواب على ذلك من خلال آيات في سورة الأحزاب و سورة إبراهيم و سورة الحديد و سورة الطلاق و سورة الجمعة، تلك الآيات تعطينا الدليل القاطع على أنَّ الصلواة هي القرءان.
و نجد أيضاً كيف صلّى محمد علينا، و كيف نُصلّي على محمد، و كيف نصلّي على أنفسنا و على بعضنا البعض، من خلال آيات القرءان الكريم.
نجد أيضاً معنى آية 238 و 239: "حافظوا على الصلوات و الصلواة الوسطى، و قوموا لله قانتين..." في سورة البقرة من خلال آيات سورة المائدة و سورة المعارج و سورة المُدَّثِّر .
و نجد معنى "صلوات الرسول" في سورة التوبة.
إذا تدبرنا القرءان الكريم لا نجد فيه أي شيء يُذكَرْ عن الصلوات الخمس فرض مع عدد ركعاتها، و لكن نجد فيه تفصيلاً كاملاً متكاملاً للمعنى الحقيقي للصلواة و إقامتها. فالصلواة بمفهوم القرءان هي القرءان الكريم، و إقامة الصلواة هي تبليغ رسالة القرءان لجميع الناس و تطبيق كُل ما أمر الله تعالى به في القرءان، أي نشر الخير و العدل و الإصلاح في الأرض و إزالة الظلم و الفساد.
حقيقة الإسلام من القرءان العظيم هو برنامج الهدف منه هو إظهار حقيقة الإسلام لجميع الفئات من الناس على إختلاف أدياتهم و مذاهبهم لمعرفة الحق و الإبتعاد عن الباطل. و معرفة الحق لا تكون إلاّ من خلال قول و حديث الله تعالى في كتابه الكريم وليس من خلال قول البشر في كتبهم و أحاديثهم الباطلة. الإسلام هو دين لجميع الناس و ليس ديناً مُحتكراً لفئة معينة فقط من الناس، لأن الله تعالى أنزله للناس كافة.
في جميع الحلقات الّتي سوف تشاهدونها، لن أستخدم فيها إلاّ آيات من القرءان لأن جميع آيات القرءان هي آيات بيِّنات، و هي كافية لإظهار الحق و محو الباطل و ليست بحاجة إلى أي تفسير من كتب أخرى لأنها تُفسّرُ بعضها البعض.
هذه رسالة أوجهها لكل إنسان يهمه أن يعرف الحقيقة كاملة... لقد خلفنا الله تعالى و أعطانا العقل و القلب و أعطانا الخيار. فبخيارنا نوجه عقلنا و قلبنا، فإما أن نختار الطريق الصحيح الّذي لا يكون إلاّ من خلال كتاب الله تعالى كي نرقى بأنفسنا و عقولنا و إنسانيتنا إلى أعلى مستوى كبشر فنكون في أحسن تقويم، أو أن نهبط إلى أدنى مستوى كبشر فنكون أسفل سافلين.